منتخبات نسمات الأسحار - الصفحه 163

قلت: زعمه بعض الناس، إلّا أنّ الصواب أنّه ضعيف لا موضوع، ولهذا أحسن الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي ۱ حيث أنشد لنفسه في كتابه مورد الصادي ۲ بعد إيراد الحديث المذكور:

حبا اللّه النبيَ مزيد فضلٍعلى فضلٍ وكان به رؤوفاً
فأحيا اُمَّه وكذا أباهلإيمانٍ به فضلاً لطيفاً
فسلّم فالقديم به قديروإن كان الحديث به ضعيفاً۳
اختار كون الحديث المذكور ضعيفاً لا موضوعاً، وهو معدود في طبقة الحفّاظ.
وقال القاضي أبو بكر ابن العربي ۴ أحد أئمة المالكية عن رجل قال: إنّ أبا النبيّ صلى الله عليه و آله في النار، فأجاب بأنّه ملعون؛ لأنّ اللّه تعالى يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةِ»۵
ـ قال: ـ ولا أذىً أعظم من أن يقال عن أبيه: إنّه في النار.
قال السهيلي في الروض الأنف ۶ بعد إيراده حديث مسلم وغيره: وليس لنا أن نقول ذلك في أبويه صلى الله عليه و آله وسلم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: لا تُؤذوا الأحياءَ بسبِّ الأموات۷، واللّه تعالى يقول: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ» الآية.
وذكر القاضي عياض في الشفاء ۸ أنّ كاتب عمر بن عبد العزيز قال بحضرته: «كان أبو النبيّ صلى الله عليه و آله كافراً!» فعزله وقال: لا تكتب لي أبداً.
وفي الحلية لأبي نعيم ۹ أنّ عمر لمّا سمعه قال ذلك غضب غضباً شديداً وعزله عن الدواوين.

1.محمّد بن أبي بكر الشافعي توفّي سنة ۸۴۲ .

2.في كشف الظنون، ج ۲، ص ۱۹۰۱: المورد الصادي في مولد الهادي في كراسة لشمس الدين محمّد....

3.نحوه في الحاوي للفتاوي ، ج ۲، ص ۲۳۱ .

4.توفّي سنة ۵۴۳. واسمه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الأندلسي. والقصة ذكرها السيوطي في الحاوي للفتاوي ، ج ۲، ص ۲۳۱؛ وهكذا كلام السهيلي .

5.سورة الأحزاب، الآية ۵۷.

6.الروض الأنف، ج ۲، ص ۱۸۶ في عنوان موت آمنة وزيارته لها.

7.وسيأتي هذا الحديث عن الأوسط للطبراني.

8.الشفاء ، ج ۲، ص ۹۹۴.

9.حلية الأولياء، ج ۵، ص ۲۸۳ في ترجمة عمربن عبد العزيز؛ وانظر الحاوي للفتاوي، ج ۲، ص ۲۳۲.

الصفحه من 302