آداب الدعاء - الصفحه 198

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، وصلّى اللّه على محمّدٍ وآله الطاهرين ، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين ، يا موفّق ، يا معين .
اعلم أنّ المستفاد من الآيات الشريفة والأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار : .
ومن كلام العلماء الأخيار : أنّه ينبغي لمن أراد الدعاء والتوسّل إلى بارئ الأرض والسماء ، أن يلاحظ اُمورا ، و إيّاه والتغافل عنها :

۰.فقد ورد أنّ رجلاً سأل الصادق عليه السلام فقال :ما لنا نَدعو اللّهَ ولا نَرى الإجابة؟ وقد قال لنبيّه صلى الله عليه و آله : « وَ إذَا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَريبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ »۱ ، فياترى أنّ اللّه أخلف وعده رسله؟

۰.فقال عليه السلام :كلّا ، ولكن تَدعون مَن لا تَعرفون ، وتَسألون ما لا تَفهمون ، وكثرة الدعاء مع العَمى عن اللّه تعالى من علامة الخذلان . مَن لم يَشهد ذلّةَ نفسه وقلبه وسرّه تحت قدرة اللّه تعالى حكم على اللّه بالسؤال ، وظنّ أنّ سؤاله دعاء ، والحُكم على اللّه من الجرأة . ۲

۰.وفي خبر آخر أنّه عليه السلام قال :من أطاع اللّه عز و جل فيما أمره ، ثمّ دعاه من جهة الدعاء أجابه .

۰.قيل : وما جهة الدعاء؟
قال عليه السلام :
تَبتدئ فتحمد اللّه وتذكر نعمه عندك ، ثمّ تشكره ، ثمّ تصلّي على النبيّ صلى الله عليه و آله وآله : ، ثم تذكر ذنوبك فتقرّبها ، وتستعيذ منها ۳ . ۴

1.سورة البقرة ، الآية ۱۸۶ .

2.قال في تفسير الصافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۳ : روي أنّ الصادق عليه السلام قرأ : «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضُطَرَّ إذَا دَعَاهُ» ]سورة النمل ، الآية ۶۲ [فسُئل : ما لنا ندعو و لا يستجاب لنا؟ فقال : لأنّكم تدعون من لا تعرفون ، وتسألون ما لا تفهمون ، فالاضطرار عين الدين ، وكثرة الدعاء مع العمى عن اللّه من علامة الخذلان . من لم يشهد ذلّة نفسه وقلبه وسرّه تحت قدرة اللّه حكم على اللّه بالسؤال ، وظنّ أنّ سؤاله دعاء ، والحُكم على اللّه مِن الجرأة على اللّه .

3.في بعض المصادر : ثمّ تستغفر اللّه منها .

4.روى في الكافي ، ج ۲ ص ۴۸۶ ، ح ۸ : بإسناده عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قلت : آيتان في كتاب اللّه عز و جل أطلبهما فلا أجدهما . قال : وما هما؟ قلت : قول اللّه عز و جل «ادْعوني أستْتَجِبْ لَكُمْ» ]سورة المؤمن ، الآية ۶۰] فندعوه و لا نرى إجابة؟ قال : أفَترى اللّه َ عز و جل أخلف وعده؟ قلت : لا . قال : فممّ ذلك؟ قلت : لا أدري ، قال : لكنّي اُخبرك ؛ من أطاع اللّه عز و جل فيما أمره ، ثمّ دعاه من جهة الدعاء أجابه . قلت : و ما جهة الدعاء؟ قال : تبدأ فتحمد عليه . وانظر : مكارم الأخلاق ، ج ۲ ، ص ۲۱ ، ح ۱۲ ؛ فلاح السائل ، ص ۹۶ ، ح ۱۶ ؛ إرشاد القلوب ، ص ۱۵۲ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۸ ؛ نبذة الباغي ، ص ۳۹۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۸۲ ، ح ۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۳۱۷ ، ح ۲۱ ، و ج ۹۶ ، ص ۱۴۵ ، ح ۲۱ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۴ ، ص ۵۲۹ ، ح ۸۵ .

الصفحه من 232