كتاب مولد فاطمة عليهاالسلام - الصفحه 187

۴۳.روي عن الأصبغ بن نُباتة قال : سمعت أمير المؤمنين يقول :واللّه لأتكلّمن بكلام لا يتكلّم به غيري إلّا كذّاب : ورثتُ نبيَ الرحمة ، وزوجتي خيرُ نساء الاُمّة ، وأنا خير الوصيين .

[ ظُلامتها ]

۴۴.وروي ابن بابويه مرفوعا إلى ] أبي سعيد الخُدري قال : لمّا نزلت :«وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ»۱قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا فاطمة ، لك فدك . وفي روايةُ اُخرى عن أبي سعيد مثلُه .

۴۵.وعن عطيّة قال : لمّا نزلت :«فَـئاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» دعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلامفأعطاها فدك .

۴۶.و عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : قال :أقطع رسول اللّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلامفدك .

۴۷.وعن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : أكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلامفدك؟ قال :كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقّفها ۲ فأنزل اللّه ـ تبارك و تعالى ـ عليه : «فَـئاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» ، فأعطاها رسول اللّه حقَّها .
قلت : رسول اللّه أعطاها؟
قال : بل اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أعطاها . ۳

[ وفاتها ]

۴۸.وروي : أنها بقيت بعد أبيها أربعين صباحا .
ولمّا حضرتْها الوفاة قالت لأسماء۴:
إنّ جبرئيل أتى النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا حضرته الوفاة بكافور من الجنة ، فقسمها ثلاثا : ثلث لنفسه ، وثلث لعليٍّ ، وثلث لي ، وكان أربعين درهما . فقالت : يا أسماء ، ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضيعه عند رأسي ، [ فجاءت به ]فوضعته ، ثمّ تسجّت (تغطّت) بثوبها وقالت : انتظريني هنيهة ثمّ ادعيني ، فإن أجبتك ، و إلّا فاعلمي أنّي قد قدمت على أبي .
فانتظرتها هنيهة ثمّ نادتها فلم تجبها ، فنادت : يا بنت المصطفى ، يا بنت أكرم من حملته النساء ، يا بنت خير من وطِئ الحصى ، يا بنت من كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى . قال (؟) : فم تجبها ، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت روحها الدنيا ، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول : يا فاطمة ، إذا قدمت على أبيك رسول اللّه فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام .
فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين ، فقالا : يا أسماء ، ما يُنيم اُمَّنا في هذه الساعة؟! قالت : يا ابنَي رسول اللّه ، ليست اُمّكما نائمة [بل] قد فارقت الدنيا!
فوقع عليها الحسن يقبّلها ويقول : يا اُمّاه ، كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني! وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول : يا اُمّاه ، أنا ابنك الحسين ؛ كلّميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت!
فقالت لهما أسماء : يا ابنَي رسول اللّه ، انطلقا إلى أبيكما عليٍّ فأخبراه بموت اُمّكما . فخرجا ، حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهم جميع الصحابة (!) فقالوا : يا ابنَي رسول اللّه ، لا أبكى اللّه أعينكما ، ما يبكيكما؟! لعلّكما نظرتما إلى موقف جدّكما فبكيتما شوقا إليه؟
فقالا : أوليس قد ماتت اُمّنا فاطمة؟!
قال (؟) : فوقع عليٌ على وجهه (!) يقول : يا بنت محمّد ، بمن العزاء؟! كنتُ بك أتعزّى ، ففيم العزاء من بعدك؟! ثمّ قال :
لكل اجتماع من خليلين فرقةوكل الذي دون الفراق قليل
و إن افتقادي فاطما بعد أحمددليل على أن لا يدوم خليل
ثمّ قال عليّ : يا أسماء ، غسّليها وحنِّطيها وكفّنيها!
قال (؟) : فغسَّلوها وكفَّنوها وحنَّطوها(؟!) وصلّوا عليها ليلاً ، ودفنوها بالبقيع . وماتت بعد العصر .
[ قال ابن بابويه رحمه الله ] : جاء هذا الخبر هكذا «بالبقيع» ، والصحيح عندي أنها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو اُمية في المسجد صارت في المسجد .

1.سورة الروم ، الآية ۳۸ ، وهي سورة مكية ، فلعلّ المقصود في هذه الرواية والروايات الآتية نزولها ثانية أو تطبيقا .

2.وقّفها أي : وقّف التصرف القطعيّ فيها ، وليس بمعنى الوقف المصطلح الفقهي المانع عن التصّرف اللاحق .

3.كشف الغمّة ، ج ۲ ، ص ۱۰۲ ، وطبيعي أن يكون الشيخ الصدوق قد أورد بعد هذا أخبارا في ظلامة فاطمة عليهاالسلام بغصب فدك منها ، وأورد الإربلي أخبارا في ذلك ، ولكنه لم يصرّح بنقلها عنه و إن كان محتملاً قويا ، ولكنّا توقّفنا عن إيرادها هنا . وكذلك في عنوان وفاتها بدأ بأخبار ثلاثة ثمّ صرّح بالنقل عنه ، فاكتفينا بالمُصرّح به .

4.من المستبعد جدّا أن تكون هذه أسماء بنت عميس الخثعمية زوجة أبي بكر ، بل المحتمل قويّا أن تكون أسماء بنت يزيد الأنصارية ، أو مصحَّفا عن سلمى امرأة أبي رافع القبطي . وانظر حاشية المحقّق البهبودي على الخبر في بحار الأنوار ، ج ۴۳ ، ص ۱۸۱ و۱۸۲ .

الصفحه من 190
الكلمات الدالة