شرحان لحديث «هل رأيت رجلاً» - الصفحه 151

وقعت فيه، على وجه دقيق لطيف.
فليعلم أنّ الرؤية إدراك الشيء بالشهود الإشراقي العياني . و هو لايحصل مادام التعلّق بالعالم الداني الفاني، إلاّ لمَن مات قبل أن يموت ۱ ، و عرج من الناسوت إلى الملكوت و الجبروت، و ولج من ملكوت السماوات و الأرض بتولّده مرّتين ۲ ، و صار بسبب ذلك سلطان العالَمين و النشأتَين . و انّ الرجولية هي كون الشخص له جميع الكمالات، و كائنا له كلّ النعوت و تمام الصفات . و لو كان له شيء من الكمالات بالقوّة لكان منفعلاً جالف-1ج و هو ينافي الرجولية بهذا المعنى، و الرجولية بهذا المعنى لايحصل مع العلاقة بالدنيا إلاّ للّذين اتّقوا و أحسنوا وبشرا شرهم بالحقّ آمنوا ۳ .

خلق، اطفالند جز مست خدا نيست بالغ جز رميده از هوا۴
و يُشعِر لهذا المعنى و يُؤمي إليه قوله تعالى: «رجالٌ لاتُلهيهِم تِجارَةٌ و لا بَيعٌ عَن ذِكرِاللّهِ۵».
و إنّ معنى لفظ الطين ما من الماء و التراب عجين، و التراب هو المادّة القابلة، و الماء هو الصورة الفاعلة، و تسمية المادّة بالتراب لخضوعها و تواضعها عند الصورة، و تسمية الصورة بالماء لتطوّرها بأطوار مختلفة.
والطين على أقسام ثلاثة:
ج1ج : طين الأنبياء و الأولياء، و هو الممتزج من التراب المشرق بمثابة مادّة السماوات العُلى، و الماءِ العذب، و هو مادّة العشّاق المشتاقين إلى ربّ الأعلى.

1.اشارة الى منقول : «موتوا قبل أن تموتوا» ء «اللؤلؤ المرصوع»، ص ۹۴ ، وبحار الأنوار ج ۶۹ ، ص ۳۱۷ و ج ۷۲ ، ص ۵۹ .

2.إشارة إلى حديث : «لن يلج ملكوت السماوات والأرض من لم يولد مرتين» .

3.اقتباس من الزمر ۱۰ وغيره .

4.لاحظ : «مثنوى معنوى» د ۱ / ۳۴۳۰ .

5.النور، ۳۷ .

الصفحه من 160