اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 177

ما أنتُم عَلَيهِ ، فَوادِعُوا الرَّجُلَ وَانصَرِفوا إلى بِلادِكُم .
وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ وعَلَيهِ مِرطٌ ۱ مِن شَعرٍ أسوَدَ ، وكانَ قَدِ احتَضَنَ الحُسَينَ وأَخَذَ بِيَدِ الحَسَنِ ، وفاطِمَةُ تَمشي خَلفَهُ ، وعَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ خَلفَها ، وهُوَ يَقولُ : إذا دَعَوتُ فَأَمِّنوا .
فَقالَ اُسقُفُّ نَجرانَ : يا مَعشَرَ النَّصارى ! إنّي لَأَرى وُجوها لَو سَأَلُوا اللّهَ أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مَكانِهِ لَأَزالَهُ بِها ، فَلا تُباهِلوا فَتَهلِكوا ولا يَبقى عَلى وَجهِ الأَرضِ نَصرانِيٌّ إلى يَومِ القِيامَةِ .
ثُمَّ قالوا : يا أبَا القاسِمِ ، رَأَينا أن لا نُباهِلَكَ وأَن نُقِرَّكَ عَلى دينِكَ .
فَقالَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : فَإِذا أبَيتُمُ المُباهَلَةَ فَأَسلِموا ؛ يَكُن لَكُم ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيكُم ما عَلَى المُسلِمينَ ، فَأَبَوا ، فَقالَ : فَإِنّي اُناجِزُكُمُ القِتالَ ، فَقالوا : ما لَنا بِحَربِ العَرَبِ طاقَةٌ ، ولكِن نُصالِحُكَ عَلى أن لا تَغزُوَنا ولا تَرُدَّنا عَن دينِنا ، عَلى أن نُؤَدِّيَ إلَيكَ في كُلِّ عامٍ ألفَي حُلَّةٍ : ألفاً في صَفَرٍ ، وأَلفاً في رَجَبٍ ، وثَلاثينَ دِرعا عادِيَةً مِن حَديدٍ .
فَصالَحَهُم عَلى ذلِكَ . وقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ الهَلاكَ قَد تَدَلّى عَلى أهلِ نَجرانَ ، ولو لاعَنوا لَمُسِخوا قِرَدَةً وخَنازيرَ ، ولَاضطَرَمَ عَلَيهِمُ الوادي نارا ، ولَاستَأَصَلَ اللّهُ نَجرانَ وأَهلَهُ ، حَتَّى الطَّيرَ عَلى رُؤوسِ الشَّجَرِ ، ولَما حالَ الحَولُ عَلَى النَّصارى كُلِّهِم حَتّى يَهلِكوا .
ورُوِيَ أنَّهُ صلى الله عليه و آله لَمّا خَرَجَ فِي المِرطِ الأَسوَدِ ، فَجاءَ الحَسَنُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ فاطِمَةُ ، ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما ، ثُمَّ

1.المِرطُ : كِساءٌ من صوفٍ أو خَزٍّ كان يؤتَزَرُ به (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۸ «مرط») .

الصفحه من 540