اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 34

ثَبَتَتِ المَعرِفَةُ في قُلوبِهِم .
وقد جاء في بعض الأخبار : أثبَتَ المَعرِفَةَ في قُلوبِهِم . ۱
وعن ابن مسكان عن أَبي عبد اللّه عليه السلام في قَولِهِ تَعالى : «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى» قال : قُلتُ : مُعايَنَةً كانَ هذا ؟ قالَ عليه السلام :
نَعَم ، فَثَبَتَتِ المَعرِفَةُ ، ونَسُوا المَوقِفَ وسَيَذكُرونَهُ ، ولَولا ذلِكَ لَم يَدرِ أَحَدٌ مَن خالِقُهُ ورازِقُهُ ، فَمِنهُم مَن أَقَرَّ بِلِسانِهِ فِي الذَّرِّ ولَم يُؤمِن بِقَلبِهِ ، فَقالَ اللّهُ : «فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ»۲.۳
الجدير بالذكر أنّه يمكن تفسير الآيات والأحاديث الّتي تناولت بيان الميثاق الفطريّ بتفسيرين :
1 . أن يكون ظاهر هذه الآيات والأحاديث مشيرا إلى مرحلةٍ من حياة البشر قبل نشأة الدنيا؛ إذ عرّف اللّه فيها نفسه لجميع الناس وخاطبهم: «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ»؟ ، فأجابوا كلّهم: «بَلَى» ، واعترفوا بربوبيّته .
هكذا انعقد ميثاق بين الإنسان وربّه ، يُدعى الميثاق الفطريّ ، ويتمثّل أثر هذا الميثاق في المعرفة القلبيّة للإنسان باللّه ، وتتجلّى هذه المعرفة في ظروف خاصّة ، وإن لم يذكر أحدٌ خصوصيات موقف الميثاق ، كما قال الإمام الصادق عليه السلام في تبيان آية الميثاق:
ثَبَتَتِ المَعرِفَةُ ونَسُوا المَوقِفَ ، وسَيذكُرونَهُ ؛ ولَولا ذلِكَ لَم يَدرِ أحَدٌ مَن خالِقُهُ ورازِقُهُ .

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۶۱ ح ۳۴۲۳ .

2.الأعراف : ۱۰۱ .

3.راجع : ص ۳۱۶ ح ۳۱۲۷.

الصفحه من 247