الأرض (تفصیلی) - الصفحه 58

فَـلَمّا ألقَتِ السَّحـابُ بَركَ ۱ بَوانيها ۲ ، وبَـعاعَ ۳ مَا اسـتَقَلَّت بِهِ مِـنَ العِب ءِ ۴ المَحمولِ عَلَيها ، أخرَجَ بِهِ مِن هَوامدِ ۵ الأَرضِ النَّباتَ ، ومِن زُعرِ ۶ الجِبالِ الأَعشابَ ، فَهِيَ تَبهَجُ بِزينَةِ رِياضِها ، وتَزدَهي بِما اُلبِسَتهُ مِن رَيطِ ۷ أزاهيرِها ، وحِليَةِ ما سُمِطَت ۸ بِهِ مِن ناضِرِ أنوارِها ، وجَعَلَ ذلِكَ بَلاغاً لِلأَنامِ ، ورِزقاً لِلأَنعامِ ، وخَرَقَ الفِجاجَ في آفاقِها ، وأقامَ المَنارَ لِلسّالِكينَ عَلى جَوادِّ طُرُقِها ۹ . ۱۰

۱۵۹۳.عنه عليه السلامـ فِي الدُّعاءِ ـ :سُبحانَكَ ما أعظَمَ شَأنَكَ ، وأعلى مَكانَكَ ، وأنطَقَ بِالصِّدقِ بُرهانَكَ ، وأنفَذَ أمرَكَ ، وأحسَنَ تَقديرَك ! سَمَكتَ السَّماءَ فَرَفَعتَها ، ومَهَّدتَ الأَرضَ

1.البَرك: الصدر (المصباح المنير : ص ۴۵ «برك»).

2.البَواني: عظام الصدر. وألقت السماء بوانيها : يريد ما فيها من المطر (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۲۲۳ «بنى»).

3.البَعاع: ثقل السحاب من المطر (الصحاح: ج ۳ ص ۱۱۸۷ «بعع»).

4.العِب ء: الحِمل (الصحاح: ج ۱ ص ۶۱ «عبأ»).

5.أرض هامدة : لانبات بها (النهاية : ج ۵ ص ۲۷۳ «همد»).

6.زعِرَ الشَّعرُ : قلَّ وتفرّق ؛ يريد القليلة النبات تشبيها بقلّة الشَّعر (لسان العرب : ج ۴ ص ۳۲۳ «زعر»).

7.الرَّيط: جمع رَيطة وهي كلّ ثوب رقيق ليّن (المصباح المنير : ص ۲۴۸ «ريط»).

8.سُمِطت: زُيِّنَت بالسمط وهو القلادة (المصباح المنير : ص ۲۸۹ «سمط»).

9.يبيّن الإمام عليّ عليه السلام في هذه الخطبة نعمة من نِعَم اللّه على عباده، تتّصل بتحريك الجوّ وما فيه من هواء ورياح وغيوم. ففي تقدير اللّه تعالى أنّه أجرى في السهول أنهاراً ليشرب منها الناس والدوابّ والنبات، أمّا المناطق العالية في الجبال فلم يتركها بدون ماء وحياة، بل سيّر لها نصيبها من الماء عن طريق حركة الرياح الَّتي تنشأ عن اختلاف الحرارة بين سطح البحر وسطح الجبل، فإذا تبخّر ماء البحر علا في الجوّ لخفّته، وانحدر من الجبل هواء بارد يملأ فراغه، فتحدث بذلك دورة للرياح، تحمل بموجبها سحب الأمطار إلى أعالي الجبال، فإذا وصلت إلى هنالك فوجئت ببرودة جوّ الجبال، فتكاثفت وانعقدت أمطاراً، تجري على رؤوس الجبال، مشيعة الحياة والخصب والنضارة والرزق للنبات والأنعام والأنام (تصنيف نهج البلاغة: ص ۷۸۵).

10.نهج البلاغة: الخطبة ۹۱ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۱۱ ح ۹۰ .

الصفحه من 66