الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 205

يا عُثمانُ ، لَم يُرسِلنِي اللّهُ تَعالى بِالرَّهبانِيَّةِ ، ولكِن بَعَثَني بِالحَنيفِيَّةِ السَّهلَةِ السَّمحَةِ ، أصومُ واُصَلّي وألمِسُ ، فَمَن أحَبَّ فِطرَتي فَليَستَنَّ بِسُنَّتي ، ومِن سُنَّتِي النِّكاحُ . ۱

خامساً : وجوب تأمين الحاجات الجنسية

بالإضافة إلى التوصية والحثّ على تأمين الحاجات الجنسية ، فإنّ ذلك واجب شرعاً على الرجل ، وذمّ الامتناع عن ذلك لأربعة أشهر كحدٍّ أقصى بالنسبة إلى الرجل . وقد سأل صفوان بن يحيى الإمام الرضا عليه السلام أنّ الرجل ليترك الجماع مع زوجته الشابّة لبضعة أشهر أو سنة بسبب المصيبة تنزل عليه دون أن يكون قصده الإضرار بزوجته ، فما هو حكم ذلك؟ فأجاب الإمام عليه السلام قائلاً :
إذا تَرَكَها أربَعَةَ أشهُرٍ كانَ آثِما بَعدَ ذلِكَ . ۲

سادساً: رعاية آداب الجماع

تعدّ رعاية الإرشادات الّتي جاءت في الروايات الإسلامية حول آداب الجماع ، مثل الشعور بالحاجة الجنسية ، المزاح والملاعبة ، والتأنّي ، ۳ مؤثّرة للغاية في تأمين الحاجات الجنسية .
ويعني تصريح أئمّة الإسلام بهذه الآداب ، أنّ الثقافة الجنسية ضمن الحدود المشروعة لا تتنافى مع القيم فحسب ، بل هي إجراء واجب وضروري هدفه تأمين هذه الحاجة الغريزية بشكلٍ كامل ، وتثبيت كيان الأُسرة المقدّس .
وممّا يعزّز القدسية المعنوية لهذا العمل ، الالتزام بعدد آخر من آداب الجماع ،

1.راجع : ص ۴۲۱ ح ۲۱۴۴.

2.راجع : ص ۴۲۳ ح ۲۱۴۸.

3.راجع : ص ۴۲۳ (الفصل الثاني / تلبية الغرائز الجنسيّة / ما ينبغي رعايته في المباشرة) .

الصفحه من 255