التاریخ - الصفحه 9

للتّاريخ ، وقد ذُكرت له اقتراحات عديدة ، فقال بعضهم : تاريخ الروم‏۱ ، وبعضهم : تاريخ الفُرس‏۲ ، وبعضهم : مولد النبيِ‏۳ ، وبعضهم : البعثة۴ ، وبعضهم : وفاة النبيِ‏۵ . أمّا الإمام عليّ عليه السلام فاقترح‏الهجرة، فتمّ الاتّفاق على ذلك.
يقول سعيد بن المسيّب :
«قال عمر : متى نكتب التّاريخ؟ وجمع المهاجرين . فقال له عليّ عليه السلام : من يوم هاجر النبيُّ صلى اللَّه عليه وآله إلى المدينة . فكُتب التّاريخ» .۶
إنّ سماحة الشيخ رسول جعفريان جمع بين الرأيين إذ قال :
«من مجموع ما روي في هذا المجال ، نفهم أنَّ الهجرة باعتبارها نقطة عطف هامّة في حياة الرسالة ، اتُّخذت مبدأ لتاريخ الحوادث ، وبعد وفاة الرَّسول وظهور حوادث كبيرة اُخرى ، من المحتمل أنّ أهميّة الهجرة قد تضاءلت في الأذهان ، أو ربّما نُسيت ؛ إذ يدلّ على ذلك ما يروى عن ابن عبّاس : أنّ النبيَّ صلى اللَّه عليه وآله لما قدم المدينة لم يكن ثمّة مبدأ للتّاريخ ، وبعد شهرين من قدومه استُعمل التّاريخ . (طبيعيّ أن يكون التّاريخ الهجريّ نفسه) . وقد استمرّ هذا التّاريخ حتّى وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثمّ انقطع بعد ذلك ، ولم يكن ثمَّة تاريخ أيَّام خلافة أبي بكر والسّنوات الأربع الاُولى‏ من خلافة عمر ، ثم وضع التّاريخ الهجريّ. لذلك يمكن الجمع بين الرأيين ؛ أي إنَّ الهجرة اتُّخذت مبدأ للتّاريخ في حياة الرسول صلى اللَّه عليه وآله بشكل طبيعيّ أو بتقرير من النبيِّ ، لِما للحوادث المهمّة من دور في تعيين مبدأ التّاريخ ، ولكنَّ هذا التّاريخ قد نُسي بعد وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وبعد أعوام ظهرت الحاجة إلى مبدأ للتّاريخ ، واُعيد التّاريخ الهجريّ باقتراح من الإمام علي عليه السلام لِما كان للإمام عليه السلام من اهتمام خاصّ بانتهاج ما أقرّه الرَّسول صلى اللَّه عليه وآله ، أضف إلى ذلك أنّ مبدأ التّاريخ الهجريّ - الذي ينبغي أن يكون ربيع الأوّل - قد بُدّل - مع الأسف - إلى شهر محرّم».۷

مبدأ التقويم الهجريّ الشمسيّ‏

بهذا الشكل الّذي أشرنا إليه قد اُقرّ التّاريخ الهجريّ‏القمريّ في المجتمعات

1.راجع : تاريخ الطبري : ۲ / ۳۸۹ .

2.نفس المصدر .

3.راجع : كنز العمّال : ۱۰ / ۳۱۰ / ۲۹۵۵۶ .

4.التاريخ الكبير : ۱ / ۹ .

5.سيره رسول خدا صلى اللَّه عليه وآله (بالفارسيّة) : ۳۷۵ - ۳۷۶ .

الصفحه من 12