ظالمة من إمبراطورات روما، فرأى هذا القسّ أن تذكر شخصية عيسى عليه السلام بدل اُولئك الظالمين، فجعل مبدأ التّاريخ المسيحي هو ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، فاعتمدته الكنيسة، وطلبت من جميع المسيحيين العمل به .
وكانت نتيجة الحسابات التي أجراها، أن كانت سنة «247» الدقيانوسية، مقابلةً لسنة «525» الميلادية .
ثمّ جعل بداية العام الميلادي يوم «5» مارس، بناءً على اقتراح دينس، وبهذا تكون بداية السَّنة بعد مضي «7» أيّام على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، وبمرور الزمن تغيّر ذلك، فصارت بداية السنة أوّل شهر مارس، وأصبح العيد المسيحي المقدّس بين «25» ديسمبر وبين الأوّل من ينارير۱ .۲
مَبدَأُ التَّقويمِ الهِجرِيِّ القَمَرِيِ
في السَّنوات الاُولى من البعثة النبويّة المباركة ، كان «الذهاب إلى بيت الأرقم» مبدأً للتّاريخ بين المسلمين ، فكانوا يقولون : هذه الحادثة وقعت قبل ذلك ، أو بعد ذلك۳ . وبعد إقامة المجتمع الإسلاميّ في المدينة ، أصبحت الهجرة النبويَّةُ مبدأً للتّاريخ عند المسلمين . وثمَّة رأيان في زمان اتِّخاذ الهجرةمبدأً للتّاريخ :
1 . إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله هو الذي اتّخذ التّاريخ الهجريّ
ويرى هذا الرأي أنَّ الرسول صلى اللَّه عليه وآله منذ وروده المدينة ، قرّر اتِّخاذ الهِجرة بدايةً للتقويم . وثمّة ما يؤيّد هذا الرأي ، من ذلك ما رواه الطبريّ :
إنَّ النبيَّ لمّا قدم المدينة - وقدمها في شهر ربيع الأوّل - أمر بالتّأريخ .۴
وقد أيّد سماحة السيِّد جعفر مرتضى العامليّهذا الرأي۵ .
2 . إنّ الخليفة الثاني هو الذي اتّخذ ذلك
يرى الرأي الآخر أنَّ الخليفة الثاني عزم في العام السابع عشر من الهجرة على وضع مبدأ
1.تقويم وتقويم نگارى در تاريخ (بالفارسيّة) : ص ۱۰۷ و ۱۰۸ .
2.يعتقد بعض المحقّقين وجود شخصين باسم عيسى في التّاريخ . الأوّل : «عيسى المصلوب» والآخر «عيسى غير المصلوب» وبينهما أكثر من خمسة قرون . والتّاريخ الميلادي لا يتطابق مع أي واحد منهما ، لأنّ المسيح غير المصلوب يتقدّم على التّاريخ الميلادي ۲۵۰ عاماً ، والمسيح المصلوب يتأخّر ۲۹۰ عاماً على هذا التّاريخ (راجع : الميزان في تفسير القرآن : ۳ / ۳۱۴) .
3.راجع : تاريخ المدينة : ۳ / ۹۵۴ والبداية والنهاية : ۵ / ۳۴۹ .
4.تاريخ الطبري : ۲ / ۳۸۸ .
5.راجع : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم : ۴ / ۱۸۶ - ۲۰۲ .