ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 69

الْمُنَافِقُونَ وَالْفَاسِقُونَ ، الَّذِينَ فَسَقُوا فِي دِينِ /303/ اللّهِ وَبِلاَدِهِ ، وَأَظْهَرُوا الْبَاطِلَ فِي عِبَادِهِ ، فَكَأَنِّي بِهِمْ وَقَدْ قَتَلُوا مَنْ تُهَابُ صَوْلَتُهُمْ وَيُخَافُ شَرُّهُمْ مِنْ أُمَرَاءَ وَخَدَمٍ ، يَقُودُونَ سَادَاتٍ وَأَبْطَالاً كَالسَّيْلِ الْمَمْدُودِ ، كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، قَلِيلٌ حِلْمُهُمْ ، يَزُولُ مُلْكُهُمْ ، وَيُسْتَأْسَرُ سَيِّدُهُمْ ، وَهِيَ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ، فَيَلْحَقُ أَوَّلُهَا بِآخِرِهَا .
وَإِنَّ لِكُوفَانِكُمْ هَذِهِ آيَاتٌ وَعَلاَمَاتٌ وَعِبَرٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ .
وإِنَّهُ لَيَدْخُلُ الْبَصْرَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِالسَّيْفِ وَالأَمَانِ ، فَيَا وَيْلَ الْمُؤْتَفِكَةِ وَمَا يَحِلُّ بِهَا مِنْ سَيْفٍ مَشْهُورٍ وَقَتِيلٍ مَجْدُولٍ .
ثُمَّ يَأْتِي الزَّوْرَاءَ وَهِيَ الْفِتْنَةُ الْقُصْوَى ، فَيَحُولُ اللّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، فَمَا أَشَدَّ بُهْتَانَهَا وَأَكْثَرَ طُغْيَانَهَا وَأَغْلَبَ سُلْطَانَهَا !
ثُمَّ قَال عليه السلام : الدَّيْلَمَ الدَّيْلَمَ ، عَجَمٌ لاَ يَفْقَهُونَ ، قِصَافُ الأَبْدَانِ ، بِيضُ الوُجُوهِ ، وَثّابَةٌ لِلْحَرْبِ ، قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُمْ ، رَدِيئةٌ ضَمَائِرُهُمْ . الْوَيْلُ لِبَلَدٍ يَدْخُلُونَهُ ۱ ، وَأَرْضٍ يَسْلُكُونَهَا ۲ ، خَيْرُهُمْ طَامِسٌ ، وَأَمْرُهُمْ لاَبِسٌ ، صَغِيرُهُمْ شَرٌّ مِنْ كَبِيرِهِمْ . يَتْبَعُهُمُ الأَكْرَادُ بَيْنَ تُلُولٍ وَجِبَالٍ ، فَكَمْ مِنْ قُلَّةٍ ۳ تَخْرَبُ ، وَمُدُنٍ تَهْلِكُ .
الْوَيْلُ لِقَزْوِينَ مِنَ الْفِتْنَةِ الّتِي تَكُونُ بِهَا ، تُسْبَى بِهَا النِّسَاءُ وَيُقْتَلُ بِهَا الأَطْفَالُ .
الوَيْلُ لِهَمَذَانَ إِذَا نَزَلَ مِنْ شَرْقِيِّ بَابِهَا ، وَعَمِلَ السَّيْفُ فِي أَكْنَافِهَا ، فَيُقْتَلُ بِهَا خَمْسُونَ أَلْفاً . عَلاَمَةُ ذَلِكَ إذَا بُنِيَتِ القُبَّةُ فِي جَامِعِهَا . وَيَصِيحُ بِهِمْ صَائحٌ : قُتِلَ صَاحِبُكُمْ ! فَعِنْدَهَا يُقْبِلُ الدَّيْلَمُ كَدَبِيبِ النَّمْلِ .
الوَيْلُ للدِّيْنَوَرِ ، ثُمَّ الوَيْلُ لِقُرْمِيسِينَ ، مِنَ الْقَتْلِ وَالجَلاَءِ ، يُقْتَلُ بِهَا عَلَى سَيْفٍ

1.في الأصل : «يَدخلوه» .

2.في الأصل : «يسلكوها» .

3.القُلّة : أعلى الجبل ، ولعل المراد الحُصُون المسوّرة .

الصفحه من 113