ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 42

وَوُجِّهَ ، وَمُدِّدَ وَجُرِّدَ ، وَغُسِّلَ وَنُشِّفَ وَسُجِّيَ ، وَبُسِطَ لَهُ وُهُيِّئَ ، وَنُشِرَ عَلَيْهِ كَفَنُهُ ، وَشُدَّ مِنْهُ ذَقَنُهُ ، وَقُمِّصَ وَعُمِّمَ ، وَوُدِّعَ وَعَلَيْهِ سُلِّمَ ، وَحُمِلَ فَوْقَ سَرِيرٍ ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِتَكْبِيرٍ .
وَنُقِلَ مِنْ دُورٍ مُزَخْرَفَةٍ /288/ وَقُصُورٍ مُشَيَّدَةٍ ، [وحُجَرٍ] ۱ مُنَجَّدَةٍ ، فَجُعِلَ فِي ضَرِيحٍ مَلْحُودٍ ، ضَيِّقٍ مَصْفُودٍ ، بِشِقٍّ مَوْصُودٍ ، بِلَبِنٍ مَنْضُودٍ ، مُسَقَّفٍ بِجَلْمُودٍ ، وَهِيلَ عَلَيْهِ عَفَرُهُ ۲ ، وَحُثِيَ عَلَيْهِ مَدَرُهُ ، وَتَحَقَّقَ حَذَرُهُ ، وَنُسِيَ خَبَرُهُ .
وَرَجَعَ عَنْهُ وَلِيُّهُ وَصَفِيُّهُ ، وَنَدِيمُهُ وَنَسِيبُهُ ، وَتَبَدَّلَ بِهِ قَرِيبُهُ ۳ وَحَبِيبُهُ .
فَهُوَ حَشْوُ قَبْرٍ ، رَهِينُ قَفْرٍ . ۴ يَسْعَى فِي جِسْمِهِ دُودُ قَبْرِهِ ، وَيَسِيلُ صَدِيدُهُ مِنْ مَنْخِرِهِ وَنَحْرِهِ ، ويُسْحَقُ لَحْمُهُ ، وَيُنْشَفُ دَمُهُ ، وَيَدِقُّ عَظْمُهُ .
فَمَتَى حَقَّ يَوْمُ حَشْرِهِ ، وَنَشْرِهِ مِنْ قَبْرِهِ ، وَنُفِخَ فِي صُورٍ ، وَدُعِيَ لِحَشْرٍ وَنُشُورٍ ، ثُمَّ بُعْثِرَتْ قُبُورٌ ، وَحُصِّلَتْ سَرِيرَةُ صُدُورٍ ، وَجِيءَ بِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِدِّيقٍ ، وَشَهِيدٍ وَنَطِيقٍ ، وَقَعَدَ لِلْفَصْلِ قَدِيرٌ بِعَبِيدِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ .
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ زَفْرَةٍ تُفْنِيهِ ، وَحَسْرَةٍ تُضْنِيه ، فِي مَوْقِفٍ مَهِيلٍ ، وَمَشْهَدٍ جَلِيلٍ ، بَيْنَ يَدَيْ مَلَكٍ عَظِيمٍ ، بِكُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ عَلِيمٌ ، حِينَئِذٍ يُلْجِمُهُ عَرَقُهُ ، وَيَحْفِزُهُ قَلَقُهُ ، عَبْرَتُهُ غَيْرُ مَرْحُومَةٍ ، وَصَرْخَتُهُ غَيْرُ مَسْمُوعَةٍ ، وَحُجَّتُهُ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ .
وَتُنْشَرُ صَحِيفَتُهُ ، وَتَتَبَيَّنُ جَرِيرَتُهُ ، وَنَظَرَ فِي سُوءِ عَمَلِهِ ، وَشَهِدَتْ عَيْنُهُ بِنَظَرَهِ ، وَيَدُهُ بِبَطْشِهِ ، وَرِجْلُهُ بِخَطوِهِ ، وَفَرْجُهُ بِلَمْسِهِ ، وَجِلْدُهُ بِمَسِّهِ ، وَتَهَدَّدَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، فَكَشَفَ لَهُ عَنْ خَبْئِهِ بَصِيرٌ ، فَسُلْسِلَ جِيدُهُ ، وَغلْغَلَ مَلِكُهُ يَدَهُ ، وَسِيقَ وَسُحِبَ وَحْدَهُ .
فَوَرَدَ جَهَنَّمَ بِكَرْبٍ وَشِدَّةٍ ، فَظَلَّ يُعَذَّبُ فِي جَحِيمٍ ، وَيُسْقَى شَرْبَةً مِنْ حَمِيمٍ ،

1.ما بين المعقوفتين من شرح النهج .

2.العَفَر : التراب .

3.في شرح النهج : «قرينه» وهو المناسب .

4.في الأصل : «فهو حشو قبره رهين فقر» ، وأثبتنا ما في شرح النهج .

الصفحه من 113