ملحقات نسخة من نهج البلاغة و جزء ابن ناقة - الصفحه 26

بسم الله الرّحمن الرّحيم
توكّلْتُ عَلَى اللّهِ

الخُطْبَةُ الْمَعْرُوْفَةُ بالدُرَّةِ الْيَتِيْمَةِ مِنْ كَلامِ الإمَام أميرالمُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ

۰.اَلْحَمْدُ للّهِ حَمْدَ مُغْتَرِفٍ بِحَمْدِهِ ، مِنْ بِحارِ مَجْدِهِ ، بِلِسانِ الثَّناءِ شَاكِراً ، وَبِحُسنِ آلائِهِ ۱ ذَاكِراً ، الّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ وَالْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَالنَّفْعَ وَالضَّرَّ وَالسُّكُونَ وَالْحَرَكَةَ وَالأَرْواحَ وَالأَجْسامَ وَالذِّكْرَ وَالنِّسْيانَ ، وَأَلْزَمَ ذلِكَ كُلَّه حالَ الحَدَثِ إذِ الْقِدَمُ لَهُ .
لأَنَّ الّذِي بِالْحَيَاةِ قِوامُهُ فَالْمَوْتُ يُعْدِمُهُ ، وَالّذِي بِالْجِسْمِ ظُهُورُهُ فَالْعَرَضُ يَلْزَمُهُ ، وَالَّذِي بِالأَداةِ اجْتِماعُهُ فَقُواهَا تُمْسِكُهُ ، وَالَّذِي يَجْمَعُهُ وَقْتٌ يُفَرِّقُهُ وَقْتٌ ، وَالَّذي سَبَقَ الْعَدَمَ وُجُودُهُ فَالْخالِقُ اسْمُهُ جَلَّ جَلالُهُ ، وَالَّذِي يُقِيمُهُ غَيْرُهُ فَالضَّرُورَةُ تَمُسُّهُ ، وَالَّذِي يَنْقَسِمُ بالأَعْضاءِ يَكْنُفُهُ شَبَحُهُ ، وَالَّذِي يَتَشَبَّثُ بِهِ الوَصْفُ فَحَدُّهُ صِفَتُهُ ، وَالَّذِي لَهُ العَرْضُ فِي الطَّوْلِ مَسَاحَتُهُ ، وَالَّذِي يَتَحَلَّى فَمِنَ الْحِليةِ نَصِيبُهُ ، وَالَّذِي الصِّفَةُ تُحَلِّيهِ فَالْعَجْزُ يَصْحَبُهُ ، وَالَّذِي المِثَالُ يَعْتَوِرُهُ فَالْعَقْلُ يُبْصِرُهُ ، وَالَّذِي الْوَهْمُ يَظْفَرُ بِهِ فَالتَّصْوِيرُ يَرْقُبُهُ ، وَالَّذِي يَسْكُنُ جَوّا يَغِيبُ عَنْهُ جَوٌّ ، وَالَّذِي يَرْتَفِقُ بِشَيءٍ فَبِهِ إلَيْهِ فَاقَةٌ ، وَالَّذِي لَهُ جِسْمٌ [فلَهُ] ۲ وَزْنٌ ، وَالَّذِي يَسْكُنُ يَتَحَرَّكُ ، وَالَّذِي يَتَحَرَّكُ يَسْكُنُ ، وَالَّذِي يَذْكُرُ بِذِكْرٍ

1.رُسمت في الأصل : «الآيهِ» وحوّلناها إلى رسم الخط الحديث .

2.زيادة منا يقتضيها السياق .

الصفحه من 113