الفوائد الرجالية - الصفحه 256

مؤمناً وأَحبّ أن يزداد إيماناً ، يعني إنّ إبراهيم قد حصل له اليقين بسبب الأمارات المفيدة له وأحبّ أن يزداد يقينه حتّى صار عنده عين اليقين ، لا أن حصل له اليقين برأي العين والمشاهدة أوّلاً ، وإلاّ فلا معنى لقوله : « وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي » وإليه يشعر قوله في ردّ السائل : إنّما الشكّ ما لم يأت اليقين ، فإذا جاء اليقين لم يجز الشكّ .
وثانيهما : أنّه كان شاكّاً في إمامة مولانا الكاظم عليه السلام كما أنّ إبراهيم كان شاكّاً في المعاد .
وعلى كلا المعنيين هذه الرواية تدلّ على قدحه كما لا يخفى على الفطن العارف .

تبصرة

في بيان حال عقبة بن خالد الأسدي الكوفي

فنقول : إنّي لم أجد في كتب الرجال من صرّح بوثاقته ؛ لكن بعد التتبّع التامّ وجدت حديثاً دالاًّ على وثاقته وجلالة قدره ، فقد روى ثقة الإسلام في الكافي في باب القرض : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن عقبة بن خالد قال : دخلت أنا والمعلّى وعثمان بن عمران على أبي عبد اللّه عليه السلامفلمّا رآنا قال : مرحباً بكم ، وجوه تحبّنا ونحبّها ، جعلكم اللّه معنا في الدنيا والآخرة . فقال له عثمان : جعلت فداك ! فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : نعم ، مه . قال : إنّي رجل موسر ، فقال له : بارك اللّه لك في يسارك . . . الحديث . ۱
وليس في سند هذه الرواية ما يوجب الكلام فيه إلاّ سهل بن زياد وأحمد بن الحسن بن علي مع أبيه ، أمّا سهل فقد بيّنّا حاله مفصّلاً فلاحظه ، وأمّا أحمد بن الحسن بن علي وأبوه فهما فطحيّان ، لكنّهما ثقة ، فالسند في غاية الاعتبار .
وجه الاستدلال ظاهر ، والحاكي في هذا المقام وإن كان هو نفسه لكنّه غير مضرّ كما لا يخفى .
وروى الكشيّ عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني عبد اللّه بن محمّد ، عن الوشّاء

1.الكافي ، ج ۴ ، ص ۳۴ ، ح ۴ .

الصفحه من 273