المقصرِّين ؟ قال: لأنَّهم لم يَشُّكُوا ۱ .
المقطع الثاني: قوله تعالى: هُوَ الذِّي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إيمَانَاً مَعَ إيمَانِهِم وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمَاً حَكِيمَاًالفتح: 4 .
ليس من الأمور الخافية أنَّ السكينة التي أنزلها اللَّه هي في قلوب المؤمنين ، لا في قلوب كل الصحابة ، كما يمكن لهذا الكاتب أن يدعيه ، إذ أنَّه قد مرَّ عندنا سابقاً ـ عبر بعض الآيات ـ نفيُ الإيمان عن بعض الصحابة واقعاً ، وإن كانوا محكومين بالإيمان على حسب ما يُظهِرُونَهُ أمام المؤمنين .
كما أنَّ منهم مرضى القلوب الذين تحدث القرآن عنهم في آيات متعددة: وأمَّا الذِّينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتْهُم رِجسَاً إلَى رِجْسِهِم۲ ، أفي قلوبهم مرضٌ أم ارتابوا۳ ، فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم۴ .
فهل أنَّ السكينة التي أُنزِلَت عمَّتهم كلَّهم أيُّها الكاتب ؟ وقد رأينا أنَّ منهم الشاكَّ ، ومنهم المرتابَ ، ومنهم المنافِق ، والمثبِّط ، و . .و . .؟
المقطع الثالث: قوله تعالى: لَقَدْ رَضِي اللَّهُ عَنْ المُؤمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِم وَأَثَابَهُم فَتْحَاً قَرِيبَاً
تتعرض هذه الآية لما وقع من بيعة الرضوان تحت الشجرة المعروفة بشجرة الرضوان ، والتي قدَّمنا سابقاً أنَّ الخليفة الثاني قطعها بعد ذلك وفاءاً لوعده الذي
1.مسند أحمد: ۱ / ۳۵۳ حديث ۳۳۱۱ ، تاريخ الطبري: ۲ / ۶۳۷ ، البداية والنهاية: ۴ / ۱۶۹ ، وفي رواية قال مالك بن ربيعة: وأنا محلوق يومئذ فما سرَّني حمر النعم أو خطر عظيم ، الطبقات لابن سعد: ۲ / ۱۲۴ .
2.التوبة: ۱۲۵ .
3.النور: ۵۰ .
4.المائدة: ۵۲ .