أنَّ بعضهم راغب في الغنائم لا في عزَّة الإسلام ، وبعضهم ليس إلا لأخذ الثأروالانتقام .
فكيف يُدَّعى شمول العفو والرضوان لهم كلهم ؟
وكيف يدعى أنَّ لهم الحق في أن يذنبوا ما شاؤا ويرتكبوا من المعاصي ما أرادوا حتى في مستقبل أيامهم !!؟
والحق أنَّ التأمل في آخر الآية يقضي بأن يكون عفو اللَّه عنهم لكتاب سبق منه في ذلك ، لمصلحة غيبيَّة لا نعلمها ، وقد خفيت علينا ، والشاهد على هذا ظهور أمارات استحقاق العذاب العظيم .
الموقف الثاني: ما يتعلّق بمعركة أحد:
لقد أنزل اللَّه في ما يتعلق بمعركة أُحُد ما يقارب ستين آية من سورة آل عمران ـ كما ذكر الكاتب ـ ولكنَّه لم يذكر من تلك الستين إلا ثلاث آيات أو أربع ، وكأنَّها ليس فيها أمر ذو أهميَّة للكاتب أو ممَّا يمس الصحابة فأهمل ذكرها ؟ ولعل فيها ما لا يوافق غرضه من الكتاب ؟
أو أنَّ فيها ما يوجب نقض غرضه ، خاصة مع ضمِّ الروايات المتعلقة بمعركة أحد ؟
فَلِمَ ـ يا أخي الكاتب ـ تحاول إخفاء الحقائق التاريخيَّة المتعلقة بالموضوع؟!
وهـب أنَّ هذا تمَّ لك وقبلناه ; ولكن ما الموجب لإخفاء بعض الروايات المتوافرة في الصحاح والأسانيد ; والمُفَسِّرة لبعض الآيات النازلة حول المعركة ؟
ولو قبلنا أنَّ كتب المؤرخين والسِّيَر كانت كلها أساطير بنظرك ـ وإن كان نظراً قاصراً وغير ذي بعد علمي ـ فهل أنَّ صحيحي البخاري ومسلم أساطير ؟؟
وهل أنَّ كل كتب الحديث الأخرى أساطير أيضاً ؟
وهل يسوغ في البحث العلمي أن يرمي الباحث كل مادَّة علميَّة لا توافق رغباته وآراءه بأنَّها أساطير وترهات وخرافات ؟؟