أربعون حديثاً في فضائل أميرالمؤمنين - الصفحه 137

أكثر منّا عدداً وقوّة ، وقد غلبونا على الماء والمرعى وأضرّوا بنا ، فابعث معي من يحكم بيننا وبينهم بالحق.
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : اكشف عن وجهك حتى يروك على هيئتك التى أنت عليها فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شخص عليه شعر كثير ۱ ورأسه طويل صغير الحدقتين عيناه بالطول صغير الخدين أسنانه كأسنان السباع ، فجزعنا منه.
ثمّ إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أخذ عليه العهود والمواثيق على أن يردّ عليه في غد من يبعث معه .
فلمّا فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر وقال له : سر مع عرفطة وأشرف على قومه وانظرما هم عليه واحكم بينهم بالحق .
فقال : يا رسول اللّه وأين هم؟
قال : تحت الأرض .
قال أبوبكر : وكيف أُطيق النزول في الأرض ، وكيف أحكم بينهم ولاأحسن كلامهم؟
فالتفت إلى عمر فأجاب كما أجاب أبوبكر.
وقال لفلان وفلان لم يردّوا جواباً.
فاستدعى بخوّاض الغمرات وكاشف الكربات علي بن أبي طالب عليه السلام وقال له : يا علي سر مع أخينا عرفطة . فتقلّد بسيفه .
قال أبو سعيد الخدري وسلمان الفارسي ۲ : نحن لم نزل نتبعهما إلى أن صارا إلى الوادي فلمّا توسط الوادي نظر عليّ إلينا وقال : قد شكر اللّه سعيكما فارجعا. فوقفنا ننظر إليهما فانشقت الأرض ودخلا فيها ، وعادت الأرض إلى ما كانت

1.في «أ» : كثيرا.

2.في «أ» : «الفارسى قال»؛ و «ب» ناقصة هنا.

الصفحه من 163