دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 45

وعنه عليه السلام في حديث آخر قال: ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم عليه السلام، فقلت: فكيف ذاك؟ قال: إنما قال إبراهيم عليه السلام: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون) إن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئاً، فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليه السلام.
فقلت: قوله عز وجل في يوسف عليه السلام: (أيتها العير إنكم لسارقون) قال: إنهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا ترى أنه قال لهم حين قال: (ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك )۱ ولم يقل: سرقتم صواع الملك؟ إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه ۲ .
وهذا الحديث وغيره ۳ يستبطن ردّاً على ما روي من طرق العامة بما لا يتناسب مع شخصية الأنبياءعليهم السلام ومنه:
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:لم يكذب ابراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله حين دعي إلى آلهتهم: إنّي سقيم، وقوله: فعله كبيرهم هذا، وقوله لسارة: انها أختي... ۴ .

7 - التصدّي لحركة الغلو والنصب.

الغلوّ: مجاوزة الحدّ المعقول في العقائد الدينية والواجبات الشرعية.والغالي في أهل البيت:: من يقول فيهم: ما لا يقولون في أنفسهم، كالقول بأُلوهية النبي صلى الله عليه وآله والأئمةعليهم السلام، وبكونهم شركاء للَّه سبحانه في الربوبية، وأن اللَّه تعالى حلّ فيهم أو اتحد بهم، وانهم يعلمون الغيب بدون رضا اللَّه، والقول بأن معرفتهم تُغني عن جميع الطاعات والعبادات، والقول بأنّ اللَّه فوّض إليهم أمر العباد بالتفويض المطلق، والقول بأن الأئمةعليهم السلام أنبياء، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، والقول

1.يوسف: ۱۲/ ۷۱ - ۷۲

2.معاني الأخبار: ۲۱۰ / ۱

3.راجع: الكافي ۸: ۱۰۰/۷۰، مجمع البيان ۸: ۷۰۲.

4.راجع: صحيح البخاري ۴: ۲۸۰/۱۶۱، صحيح مسلم ۴: ۱۸۴۰/۱۵۴، مسند أحمد ۲:۴۰۳

الصفحه من 107