المباهلة برواية صاحب الإقبال - الصفحه 289

قال : بتوحيدي . ثمَّ أقفّي ذلك بثلاثمائة وثلاثين شريعة ، أنظمها وأكملها لأحمد جميعاً ، فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع الإيمان بي وبرسلي أن أدخله الجنّة . ثمّ ذكر ما جملته : أنَّ الله تعالى عرض على آدم (عليه السلام) معرفة الأنبياء (عليهم السلام)وذرّيّتهم ، ونظر إليهم آدم . ثمَّ قال ـ ما هذا لفظه ـ : ثمّ نظر آدم (عليه السلام) إلى نور قد لمع فسدَّ الجوَّ المنخرق ، فأخذ بالمطالع من المشارق ، ثمَّ سرى كذلك حتَّى طبَّق المغارب ، ثمَّ سما حتَّى بلغ ملكوت السماء ، فنظر فإذا هو نور محمَّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإذا الأكناف به قد تضوَّعت طيباً وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن خلفه وأمامه أشبه شيء به أرجاً ونوراً ، ويتلوها أنوار من بعدها تستمدّ منها ، وإذا هي شبيهة بها في ضيائها وعظمها ونشرها ، ثمّ دنت منها فتكلَّلت عليها ، وحفَّت بها ، ونظر ; فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل الأوائل جدّاً جدّاً ، وبعض هذه أضوء من بعض ، وهم في ذلك متفاوتون جدّاً ، ثمّ طلع عليه سواد كالليل وكالسيل ينسلون من كلِّ وجهة وأوب ، فأقبلوا كذلك حتّى ملأوا القاع والأكم ، فإذا هم أقبح شيء صوراً وهيئةً ، وأنتنه ريحاً ، فبهر آدم (عليه السلام) ما رأى من ذلك ، وقال : يا عالم الغيوب ، وغافر الذنوب ! ويا ذا القدرة القاهرة والمشيّة الغالبة ! مَنْ هذا الخلق السعيد الذي كرَّمت ورفعت على العالمين ؟ ومَنْ هذه الأنوار المنيفة المكتنفة له ؟
فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا آدم ! هذا و هؤلاء وسيلتك ووسيلة من أسعدتُ من خلقي ، هؤلاء السابقون المقرَّبون ، والشافعون المشفَّعون ، وهذا أحمد سيّدهم وسيّد بريّتي ، اخترتُه بعلمي ، واشتققت اسمه من اسمي ، فأنا المحمود وهو محمَّد ، وهذا صنوه ووصيّه ، آزرته به ، وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه ، وهذه سيّدة إمائي ، والبقيّة في علمي من أحمد نبيّي ، وهذان السبطان والخلفان لهم ، وهذه الأعيان الضارع نورها أنوارهم بقيّة منهم ، أَلا إنَّ كلاً اصطفيت وطهَّرت ، وعلى كلِّ باركت وترحَّمت ، فكلاًّ بعلمي جعلت قدوة عبادي ونور بلادي . ونظر فإذا شبح في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا ، فقال الله

الصفحه من 251