حجّة الله عزّ وجلّ ، ورسوله الخاتم الوارث حقّاً ، ولا نبوّة ولا رسول لله عزّ وجلّ ولا حجّة بين ابن البتول والساعة غيره ، بلى ومن كان منه من ابنته البهلولة ۱ لصدّيقة ، فأنتما ببلاغ الله إليكما من نبوّة محمَّد في أمر مستقرّ ، ولولا انقطاع نسله لما ارتبتما في ما زعمتما به أَ نَّه السابق العاقب ؟ قالا : أجل ! إنَّ ذلك لمن أكبر إماراته عندنا .
قال : فأنتما ـ والله ـ في ما تزعمان من نبيّ ثان من بعده في أمر ملتبس ، والجامعة تحكم في ذلك بيننا .
فتنادى الناس من كلّ ناحية ، وقالوا : الجامعة ـ يا أبا حارثة ! ـ الجامعة . وذلك لما مسّهم في طول تحاور الثلاثة من السأمة والملل ، وظنّ القوم مع ذلك أنَّ الفلج لصاحبيهم ۲ لما كانا يدّعيان في تلك المجالس من ذلك . فأنفتل أبو حارثة إلى علج واقف منه أمماً ، فقال : امضِ ـ يا غلام ! ـ فأت بها . فجاء بالجامعة يحملها على رأسه وهو لا يكاد يتماسك بها لثقلها .
قال : فحدَّثني رجل صدق من النجرانيّة ـ ممّن كان يلزم السيِّد والعاقب ويخفّ لهما في بعض أمورهما ، ويطّلع على كثير من شأنهما ـ قال : لمّا حضرت الجامعة بلغ ذلك من السيِّد والعاقب كلّ مبلغ ; لعلمهما بما يهجمان عليه في تصفّحها من دلائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصفته ، وذكر أهل بيته ، وأزواجه ، وذرّيّته ، وما يحدث في أمّته وأصحابه من بوائق الأمور من بعده إلى فناء الدنيا وانقطاعها .
فأقبل أحدهما على صاحبه ، فقال : هذا يوم ما بورك لنا في طلوع شمسه ، لقد شهدته أجسامنا وغابت عنه آراؤنا بحضور طغامنا وسفلتنا ، ولقلّما شهد سفهاء
1.البهلول : ـ بالضمّ ـ السيِّد الجامع لكلّ خير . وفي بعض النسخ : البتولة ، وهو أظهر من طبعة ( ح ) . وجاء على هامش بحار الأنوار ، والكل قد أخذه من بيانه (قدس سره) ۲۱/۳۳۳ .
2.في بحار الأنوار : لصاحبهما ، وما هنا جاء نسخة بدل هناك .