المباهلة برواية صاحب الإقبال - الصفحه 285

تباشير الأناجيل والكتب الخالية . فقال : منذ وجب هذا لمحمَّد (صلى الله عليه وآله) عليكما في طويل الكلام وقصيره ، وبدئه وعوده ، فمن أين زعمتما أَ نَّه ليس بالوارث الحاشر ، ولا المرسَل إلى كافّة البشر ؟ ! قالا : لقد علمت وعلمنا، فما نمتري بأنَّ حجّة الله عزّ وجلّ لن ينتهي أمرها ، وأنَّها كلمة الله جارية في الأعقاب ما اعتقب الليل والنهار ، وما بقي من الناس شخصان ، وقد ظنّنا من قبل أنَّ محمّداً ربّها ، وأَ نَّه القائد بزمامها ، فلمّا أعقمه الله عزّ وجلّ بمهلك الذكورة من ولده علمنا أَ نَّه ليس به ; لأنَّ محمّداً أبتر ، وحجَّة الله عزَّ وجلَّ الباقية ، ونبيّه الخاتم ـ بشهادة كتب الله عزّ وجلّ المنزلة ـ ليس بأبتر ، فإذاً هو نبيٌّ يأتي ويخلد بعد محمّد ، اشتقّ اسمه من اسم محمّد ; وهو أحمد الذي نبّأ المسيح (عليه السلام)باسمه وبنبوّته ورسالته الخاتمة ، ويملك ابنه القاهر الجامعة للناس جميعاً على ناموس الله عزّ وجلّ الأعظم ، ليس بظهرة دينه ۱ ولكنّه من ذرّيّته وعقبه ، يملك قرى الأرض وما بينهما من لوب ۲ وسهل وصخر وبحر . ملكاً موروثاً موطّأً ، وهذا نبأ أحاطت سَفَرةُ الأناجيل به علماً ، وقد أوسعناك بهذا القيل سمعاً ، و عُدنا لك به آنفةً بعد سالفة ، فما إربك إلى تكراره ؟ ! قال حارثة : قد أعلم أنّي وإيّاكما في رجع من القول منذ ثلاث ; وما ذاك إلاّ ليذكر ناس ويرجع فارط ، ويطمئنّ لنا الكلم ، وذكرتما نبيّين يُبعثان يعتقبان بين مسيح الله عزّ وجلّ والساعة ; قلتما : وكلاهما من بني إسماعيل ، أوّلها : محمّد بيثرب ، وثانيهما : أحمد العاقب ، وأمّا محمَّد ـ أخو قريش ـ هذا القاطن بيثرب ـ فآياته حقّ مؤمن ، أجل وهو ـ والمعبودِ ! ـ أحمد الذي نبّأت به كتب الله عزّ وجلّ ، ودلّت عليه آياته ، وهو

1.على هامش طبعة ( ح ) . . أي ليس هذا الرجل من أعوان دينه ] وأمّته [ ، بل من ذرّيته . . قد أخذها من بيان البحار .

2.لوب ـ بالضمّ ـ جمع اللوبة ، وهي الحرّة ، كما في الصحاح ۱/۲۲۰ وقيل : لا تكون اللوبة إلاّ حجارة سوداء ، كما في لسان العرب ۱/۷۴۶ . وقيل : هي الأرض ذات أجمر سود . ولاحظ : القاموس المحيط ۱/۱۲۹ ، والكلمة مشوّشة في طبعة( ح ) .

الصفحه من 251