وبكلّ صراحة . 
 ففوجئت بذلك ، وقلت له : إنّ الشيعة - زيديّة وإماميّة وإسماعيليّة - لا يرون هذا ، ولا يُقدمون عليه ، بل يرون حرمة ذلك ، رعايةً للمصلحة الإسلاميّة العامّة ، وعدم الجدوى في مثل هذا العمل ، وخاصّة والمسلمون اليوم في مأزقٍ من المآسي والظروف ، فإن كنت إماميّاً فهذا ما ينكره علماءهم وعوامهم ، ولا يجيزه لك أحدٌ منهم ، وإن كنت زيديّاً فليس تجد في عملهم ولا كتبهم مثل ذلك ، فأنت مخالفٌ للمذهبين في هذه الدعوى . 
 فعارضني بكلّ وقاحة : بأنّ اُولئك كلّهم مخطئون مسيئون ، والواجب عليهم هو الإعلان والكشف عن الحقّ والحقيقة ! 
 ولما رأيته على هذا التشدّد والصلافة ، غيّرت اُسلوب الحوار معه ، فتحقّقت منه أنّه يعمل لصالح المباحث هناك ، وأنّه مندسٌّ متسلّلٌ هدفه ضرب الإماميّة بهذا الاُسلوب ، يحسب أنّه يكشفهم للناس ، ويشوّه سمعتهم أمام العامّة لئلّا يقربوا منهم ، 
 وبالتالي ضرب التشيّع الزيديّ والإماميّ ، وتضعيف موقعهما ،لصالح الدولة . 
 وأمثال هؤلاء ممّن يدّعون الزيديّة ، وليسوا منها في شي ءٍ ، ويدّعون التحوّل إلى الإماميّة ، وليسوا عليها من شي ءٍ ، إنّما هدفهم إيقاع الفتنة والشقاق بين المسلمين عامّة ، وبين الشيعة خاصّة . 
 (8) 
 والرأي السديد ، للوقوف أمام تلك الهجمات الشرسة وهذه المحاولات البائسة ، هو التركيز على المشتركات الإيجابيّة ، وهي بحمد اللَّه أهمّ وأكثر ، ومحاولة إبراز معالم الفكر في كلا الثقافتين ، واتّخاذ الجدال بالتي هي أحسن ، وبالمنطق الحرّ ، وبآداب المناظرة والبحث المقرّرة ، والأهمّ أن يكون العمل بنيّةٍ صادقةٍ لطلب الحقّ ونشدان الحقيقة .