على امتناعه سمعاً، وقالت المعتزلة: بل عقلاً.
وقالت الروافض: لا يجوز عليهم صغيرة، ولا كبيرة، لا عمداً، ولا سهواً، ولا خطأً في التأويل، بل هم مبرّؤون عنها بأسرها، قبل الوحي وبعده ۱ .
أقول: أمّا جعلهم رأي الحشوية تحت عنوان «الكبائر غير الكفر» فليس صحيحاً، لأنّ من الحشوية من قال بجواز الكفر على الأنبياء:
حكى الفخر الرازي في (المحصّل) ۲ عن بعض الحشوية، وفي تفسيره أنّهم زعموا أنّ نبيّنا(ص) كان كافراً قبل البعثة!
مستدلّين بقوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)۳.
وجماهير المسلمين اتّفقت على فساد هذا الزعم لقوله تعالى: (مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)۴.۵
كما أنّ الفخر الرازي أشبع في الردّ على استدلالهم، وذكر وجوهاً عديدة ۶ .
وقال ابن السيّد البطليوسي: توهّم قوم ممّن لم يكن له فهم صحيح بالقرآن، ولا معرفة ثاقبة باللسان، أنّه أراد الضلال الذي هو ضدّ الهدى.. فزعموا أنّه كان على مذهب قومه أربعين سنة.
وهو خطأٌ فاحش، نعوذ باللّه من اعتقاده في مَنْ طهّره اللّه تعالى لنبوّته واصطفاه لرسالته.
ولو لم يكن في القرآن العزيز ما يردّ قولهم، لكان في ما ورد من الأخبار
1.كشاف اصطلاحات الفنون (ص ۱۱۸۴)
2.محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين (ص ۱۶۰ - ۱۶۱)
3.الضحى: ۷
4.النجم: ۲
5.نقله في حجّية السنّة (ص ۱۱۰ - ۱۱۱)
6.التفسير الكبير، للفخر الرازي (۸ / ۱۵۱ - ۱۵۲)