تتميم النظر في التقديم لمقتضب الأثر - الصفحه 308

۱۴.ومن طريق أصحابنا :حدّثني أبو القاسم عليّ بن حبشي بن قوني ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، قال : حدّثني الحسين بن أحمد المنقري التميمي ، قال : حدّثني الحسن بن محبوب ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي ، عن زرّ بن حبيش الأسدي ، عن عبدالله بن خَبّاب بن الأرَتّ قتيل الخوارج ، عن سلمان الفارسي والبراء بن عازب ، قالا : قالت أم سليم .
وبين الحديثين خلاف فى الألفاظ وليس في عدد الاثنى عشر خلاف ، إلا أني سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب .
قالت أم سليم : كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل ، فعرفت أوصياء الأنبياء ، وأحببت أن أعرف وصيّ محمّد صلّى الله عليه و آله ، فلما قدمت ركابنا المدينة أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله وخلفت الركاب مع الحيّ ، فقلت له : يا رسول الله ، ما من نبيّ إلا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده ؛ وكان خليفة موسى عليه السّلام في حياته هارون فقبض قبل موسى ، ثمّ كان وصيّه بعد موته يوشع بن نون ، وكان وصيّ عيسى في حياته كالب بن يوفنا فتوفى كالب في حياة عيسى ووصيّه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم ، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك إلا وصيّاً واحداً في حياتك وبعد وفاتك ؛ فبيّن لي ـ بنفسي أنت ـ يا رسول الله ، مَن وصيّك ؟
فقال رسول الله : إنّ لي وصيّاً واحداً في حياتي وبعد وفاتي . قلت له : مَن هو ؟ فقال : ايتيني بحصاة .
فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه ثمّ فركها بيده كسحيق الدقيق ، ثمّ عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ، وختمها بخاتمه ، فبدا النقش فيها للناظرين ، ثمّ أعطانيها . وقال : يا أم سليم مَن استطاع مثل هذا فهو وصيّي .

الصفحه من 343