الخَنازيرُ على لِسانِ داوودَ ، والقِرَدَةُ على لسانِ عيسَى بنِ مَريمَ عليهما السلام .1
بيان :
قال العلّامة الطباطبائيُّ بعد تفسير الآيات 63 - 74 من سورة البقرة تحت عنوان «بحث فلسفيّ»:
السورة كما ترى مشتملة على عدّة من الآيات المعجِزة في قصص بني إسرائيل وغيرهم ، كفَرق البحر وإغراق آل فرعون في قوله تعالى : (وإذْ فَرَقْنا بِكُمُ البَحْرَ فأنجيناكم وأغْرَقْنا آلَ فِرعَونَ ...)۲ الآية ، وأخذ الصّاعقة بني إسرائيل وإحيائهم بعد الموت في قوله تعالى : (وإذ قُلتُم يا مُوسى لَن نُؤمِنَ لَكَ...)۳ الآية، وتظليل الغمام وإنزال المَنّ والسّلوى عليهم في قوله تعالى : (وظَلّلْنا علَيكُمُ الغَمامَ ...)۴ الآية ، وانفجار العيون من الحجر في قوله تعالى : (وإذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَومِهِ...)۵الآية، ورفع الطّور فوقهم في قوله تعالى : (ورَفَعنا فَوقَكُمُ الطّورَ...)۶الآية ، ومسخ قومٍ منهم في قوله تعالى : (فقُلنا لَهُمْ كُونوا قِرَدَةً...)۷الآية ، وإحياء القتيل ببعض البقرة المذبوحة في قوله : (فَقُلْنا اضْرِبوهُ بِبَعضِها...)۸ الآية، وكإحياء قومٍ آخرين في قوله : (ألَمْ تَرَ إلَى الّذينَ خَرَجوا مِن دِيارِهِم...)۹الآية ، وكإحياء الّذي مرّ على قريةٍ خربةٍ في قوله: (أو كالّذي مَرَّ على قَرْيَةٍ وهِيَ خاوِيَةٌ على عُروشِها...)۱۰ الآية ، وكإحياء الطّير بيد إبراهيم في قوله تعالى : (وإذْ قالَ إبراهيمُ رَبِّ أرِني كيفَ تُحيي المَوْتى...)۱۱ الآية ، فهذه اثنتا عشرة آيةً معجزةً خارقةً للعادة جرت أكثرها في بني إسرائيل ذكرها القرآن . وقد بيّنا فيما مرّ إمكان وقوع المعجزة وأنّ خوارق العادات جائزة الوقوع في الوجود ، وهي مع ذلك ليست ناقضةً لقانون العلّيّة والمعلوليّة الكلّيّ ، وتبيّن به أن لا دليل