۱۸۵۸۰.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ المُنافقِ مَثَلُ جِذعِ النَّخلِ؛ أرادَ صاحِبُهُ أن يَنتَفِعَ بهِ في بَعضِ بِنائهِ فلَم يَستَقِمْ لَهُ في المَوضِعِ الّذي أرادَ ، فحَوّلَهُ في مَوضِعٍ آخَرَ فلَم يَستَقِمْ لَهُ ، فكانَ آخِرُ ذلكَ أنْ أحرَقَهُ بالنّارِ .۱
۱۸۵۸۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَثَلُ المُنافقِ كالحَنْظَلَةِ ، الخَضِرَةِ أوراقُها ، المُرِّ مَذاقُها .۲
التّفسير :
قوله تعالى : (مَثَلُهُم كَمَثَلِ الّذي اسْتَوْقَدَ نَاراً...) إلخ، مَثَل يُمثّل به حالهم أنّهم كالذي وقع في ظلمةٍ عمياء لايتميّز فيها خيرٌ من شرٍّ ولانافعٌ من ضارٍّ ، فتسبّب لرفعها بسببٍ من أسباب الاستضاءة كنار يوقدها فيبصر بها ما حولها ، فلمّا توقّدت وأضاءت ما حولها أخمدها اللَّه بسببٍ من الأسباب كريحٍ أو مطرٍ أو نحوهما ، فبقي فيما كان عليه من الظلمة وتَورّطَ بين ظلمتين : ظُلمة كان فيها، وظلمة الحَيرة وبطلان السبب .
وهذه حال المنافق ، يُظهر الإيمان فيستفيد بعض فوائد الدِّين، باشتراكه مع المؤمنين في مواريثهم ومناكحهم وغيرهما، حتّى إذا حان حين الموت - وهو الحين الذي فيه تمام الاستفادة من الإيمان - ذهب اللَّه بنوره وأبطل ما عمله وتركه في ظلمةٍ لايدرك فيها شيئاً ، ويقع بين الظّلمة الأصليّة وما أوجده من الظُّلمة بفِعاله .
وقوله تعالى : (أو كَصَيِّبٍ من السّماءِ ...) إلخ، الصَّيِّب: هو المطر الغزير ، والبرق معروفٌ ، والرعد: هو الصوت الحادث من السحاب عند الإبراق ، والصاعقة: هي النّازلة من البروق .
وهذا مَثَلٌ ثانٍ يُمثّل به حال المنافقين في إظهارهم الإيمان ، أنّهم كالذي أخذه صيّب السماء ومعه ظُلمة تسلب عنه الإبصار والتمييز، فالصيّب يضطرّه إلَى الفرار والتخلّص ، والظلمة تمنعه ذلك ، والمَهولات من الرعد