صفة ذاتيّة للخارج، وإنّما يتّصف الفاعل أو فعله بها من جهة انطباق الفعل عليه بوساطة العلم ، وكذا الفعل مشتمل على المصلحة بمعنى تفرّعه على صورتها العلميّة المحاكية للخارج.
وهذا إنّما يتمّ في الفعل الذي اُريد به مطابقة الخارج كأفعالنا الإراديّة ، وأمّا الفعل الذي هو نفس الخارج - وهو فعل اللَّه سبحانه - فهو نفس الحكمة ، لا لمحاكاته أمراً آخر هو الحكمة وفعله مشتمل على المصلحة ، بمعنى أ نّه متبوع المصلحة لا تابع للمصلحة بحيث تدعوه إليه وتبعثه نحوه كما عرفت .
وكلّ فاعل غيره تعالى يُسأل عن فعله بقول : «لم فعلت كذا ؟» والمطلوب به أن يطبّق فعله على النظام الخارجيّ بما عنده من النظام العلميّ ، ويشير إلى وجه المصلحة الباعثة له نحو الفعل ، وأمّا هو سبحانه فلا مورد للسؤال عن فعله ؛ إذ فِعلُه نفسُ النظام الخارجيّ الذي يُطلَب بالسؤال تطبيق الفعل عليه ، ولا نظام خارجيّ آخرَ حتّى يُطبّق هو عليه ، وفعله هو الذي تكون صورته العلميّة مصلحة داعية باعثة نحو الفعل ، ولا نظام آخر فوقه - كما سمعت - حتّى تكون الصورة العلميّة المأخوذة منه مصلحة باعثة نحو هذا النظام ، فافهم .۱
2621 - صَمَدٌ
الكتاب :
(اللَّهُ الصَّمَدُ) .۲
الحديث :
۱۲۶۸۴.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الصَّمَدُ : بِلا تَبعيضِ بَدَدٍ .۳
۱۲۶۸۵.عنه عليه السلام- في التَّوحيدِ -: ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ ، ولا حَقيقتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ ، ولا إيّاهُ عَنى مَن شَبَّهَهُ، ولاصَمَدَهُ مَن أشارَ إلَيهِ وتَوَهَّمَهُ .۴
۱۲۶۸۶.الإمامُ الحسينُ عليه السلام: الصَّمَدُ: الّذي لا جَوفَ لَهُ ، والصَّمَدُ : الّذي قَدِ انتَهى سُؤدَدُهُ ، والصَّمَدُ الّذي لا يَأكُلُ ولا يَشرَبُ ،
1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۲۷۱ - ۲۷۲ .
2.الإخلاص : ۲ .
3.مجمع البيان : ۱۰/۸۶۲ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .