ما هو حديث المنزلة؟

السؤال :



الجواب :

السوال

Ãالسوال : ما هو حديث المنزلة؟

?الجواب: حديث المَنْزِلَة هو قول رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) لعلي بن أبي طالب (عليه السَّلام): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " و قد أدلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديث المذكور في المناسبات التالية:

1. يوم المؤاخاة [1] . 2. يوم بدر . 3. يوم فتح خيبر .
4. غزوة تبوك [2] . 5. يوم المباهلة . 6. حجة الوداع .
7. يوم غدير خم .    

القائلين بتواتر حديث المَنْزِلة
قال بتواتر هذا الحديث عدد من العلماء منهم:

1. شمس الدين الشافعي: أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفى سنة: 833 هجرية في كتابه " أسنى المطالب " [3] .
2. التبريزي: محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي في كتابه " مشكاة المصابيح " [4] .
3. السيوطي: جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في كتابه " قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " [5] .
4. المنصور بالله: الحسين بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد المتوفى سنة: 1050 هجرية في كتابه " هداية العقول إلى غاية السؤول في علم الأصول" [6] .

من رَوى الحديث من المُحدثين
إن الذين رووا حديث المنْزِلة و ذكروه في كتبهم يتجاوز عددهم الخمسين نذكر منهم على حسب المثال ما يلي:

1. البخاري: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المتوفى سنة: 256 ، في كتابه صحيح البخاري: حدثنا شعبة عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي (صلَّى الله عليه و آله) لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " [7] .
و أخرجه أيضا في موضع آخر من صحيحه: عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) خرج إلى تبوك و استخلف عليا ، فقال: " أتخلفني في الصبيان و النساء ؟ " قال: " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا ليس نبي بعدي " [8] .
2. الترمذي: أبو عيسى محمد بن سورة المتوفى سنة: 279 ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي (صلَّى الله عليه و آله) قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
قال: و روي عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص: أن النبي (صلَّى الله عليه و آله) قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" [9] .
3. مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، المتوفى سنة: 261 هجرية ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " [10] .
و أخرج الحديث بصيغ أخرى و من طرق عديدة .
4. الخوارزمي: الموفق بن أحمد بن محمد المكي المتوفى سنة: 568 هجرية ، بالإسناد إلى زيد بن أبي أوفى ، قال: لما آخى رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) بين أصحابه ، قال علي: " لقد ذهب روحي و أنقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإذا كان هذا من سخط عَليَّ فلك العتبى و الكرامة ، فقال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله): " و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، و أنت أخي و وارثي " قال و ما أرث منك يا نبي الله ؟ قال: " ما ورثه الأنبياء من قبلي " قال: و ما هو ؟ قال: " كتاب ربهم و سنة نبيهم " [11] .
5. الحاكم الحسكاني: عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ، عن مجاهد في قوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا} يعني صدقوا بالتوحيد {أطيعوا الله} يعني في فرائضه {وأطيعوا الرسول} يعني في سنته { وأولي الأمر منكم} [12] قال: نزلت في أمير المؤمنين حين خلّفه رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) بالمدينة ، فقال: أتخلفني على النساء و الصبيان ؟ فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [13] " [14] .
6. أحمد بن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة: 241 هجرية ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " [15] .
و أيضا: عن أسماء بنت عميس أن رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) قال لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " [16] .
و أيضا عن ابن عباس قال: قال النبي (صلَّى الله عليه و آله) لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي " [17] .

نقاط ذات أهمية
ثم إن الباحث المُنْصف لا تخفى عليه صراحة هذا الحديث في تبيين الأمور التالية:

1. منزلة علي بن أبي طالب المتميزة .
2. أهليته لخلافة الرسول (صلَّى الله عليه و آله) .
3. التصريح بأن منزلة الخلافة النبوية باستثناء النبوة قد مُنحت لعلي (عليه السَّلام) و مما يلقي الضوء على هذا المعنى ما أورده أحمد بن حنبل في مسنده: عن ابن عباس قال: قال النبي (صلَّى الله عليه و آله) لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي " [18] .
4. التصريح بعمومية المنازل الثابتة لهارون لعلي (عليه السَّلام) في هذا الحديث ، و هذا ما يؤكد عليه الفهم العرفي و اللغوي ، فلا يصح إعطاؤه مضمونا محدودا ، فالاستعمالات العربية و اللغوية تأبى التخصيص في مثل هذه التعبيرات و الصيغ .
و على كل حال فان هذا الحديث يفيد أن جميع المراتب و المنازل الثابته لهارون المذكورة في الآيات القرآنية التالية:
قال الله عَزَّ و جَلَّ: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً و قال مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [19] .
و قال سبحانه و تعالى عن لسان موسى (عليه السَّلام): {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [20] .
أثبتها النبي (صلَّى الله عليه و آله) لعلي (عليه السَّلام) ما عدا النبوة التي كان يتحلى بها هارون و لكن النبي نفاها من علي لكون رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) خاتم الأنبياء و آخر المرسلين ، و لهذا سمي هذا الحديث بحديث عموم المنزلة ، لأن منزلة الأخوة و الوزارة و الشركة في أمر الرسالة و التبليغ و الدعوة و الخلافة في القوم التي كانت لهارون ، أُثبتت عامة لعلي (عليه السَّلام) في هذا الحديث .

الهوامش:

[1] مناقب علي بن أبي طالب: 151 ، طبعة: جامعة المدرسين / قم ، إيران .
[2] كفاية الطالب: 212 ، طبعة: بيروت ، و الطبقات الكبرى: 3 / 24 ، طبعة: دار الفكر / بيروت ، و صحيح البخاري:6/309، حديث: 857 ، طبعة دار القلم / بيروت .
[3] أسنى المطالب: 53 ، طبعة: طهران / إيران .
[4] مشكاة المصابيح: 3 / 1719 ، طبعة: المكتب الإسلامي / بيروت .
[5] قطف الأزهار المتناثرة: 281 ، طبعة: المكتب الإسلامي / بيروت .
[6] هداية العقول: 2 / 41 ، طبعة: صنعاء / اليمن .
[7] صحيح البخاري: 5 / 81 ، حديث: 225 ، طبعة: دار القلم / بيروت .
[8] صحيح البخاري: 6 / 309 ، حديث: 857 ، طبعة دار القلم / بيروت .
[9] صحيح الترمذي: 5 / 640 _ 641 ، حديث: 3730 و 3731 ، طبعة: دار الكتاب العربي / بيروت .
[10] صحيح مسلم: 4 / 1870 ، حديث: 2404 ، طبعة: دار إحياء التراث العربي / بيروت .
[11] مناقب علي بن أبي طالب: 151 ، طبعة: جامعة المدرسين / قم ، إيران .
[12] سورة النساء (4) ، الآية: 59 .
[13] سورة الأعراف (7) ، الآية: 142 .
[14] شواهد التنزيل: 1 / 149 ، طبعة: منشورات الأعلمي / بيروت .
[15] مسند أحمد بن حنبل: 3 / 32 ، طبعة: دار صادر / بيروت .
[16] مسند أحمد بن حنبل: 6/ 369 و 438 ، طبعة: دار صادر / بيروت .
[17] مسند أحمد بن حنبل: 1/ 331 ، طبعة: دار صادر / بيروت .
[18] مسند أحمد بن حنبل: 1/ 331 ، طبعة: دار صادر / بيروت .
[19] سورة الأعراف (7) ، الآية: 142 .
[20] سورة طه (20) ، الآيات: 29 / 32 .

 


المصدر: www.islam4u.com