أبيه من طريقٍ صحيحٍ، مع أنّ لكتاب أبيه رواةً كثيرةً ـ كما قال النجاشيّ رحمه الله ۱ ـ .
فهذا الحديث ثابت بلا شبهةٍ، وحينئذٍ يندفع القول بوضع حديث الترجمة ، لأنّ له أصلاً أصيلاً يُعَوَّل عليه ويُرجَعُ إليه، والله تعالى أعلم.
فصل
ثمّ ذكر الصاغانيّ من الموضوعات التي ليست في كتاب «الشهاب» و«النُّجَم»:
۶۰.«الوصايا التي ينسبونها إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله أوصى بها عليّاً عليه السّلام » وكلّها موضوعة ما خلا الحديث الأوّل ، وهو قوله عليه وآله الصلاة والسلام: يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيَّ بعدي، وآخر هذه الوصايا: يا عليّ، أعطيتك في هذه الوصيّة عِلْمَ الأوّلين والآخرين، والذي وضعها هو حمّاد ابن عمرو النصيبيّ (اهـ ).
قلت: بعض فقرات هذه الوصايا من الأحاديث المشهورة، وقد جاء ت من وجوهٍ أخرى، ولبعضها شواهدُ من أحاديثنا، لكن مع ذلك كلّه فإنّ الناقد البصير لا يرى على أكثرها طلاوةَ الحديث النبويّ ونَضْرَتَه ـ والله ورسوله أعلم ـ .
وحيث بلغ الكلام إلى مقام الختام فلنذكر ما أفاده المحقّق الداماد الأَسْتَرْآباديّ رحمه الله في (الرواشح) ۲ بالنسبة إلى هذه الأحاديث المنتقَدة ليرسخ الحقّ في قلبك رسوخاً إن شاء الله تعالى.
قال رحمه الله ـ بعدما ذكر الأحاديث التي ادّعى الصاغانيّ وضْعَها ـ : الحكمُ بالوضع على أكثر هذه المعدودات زورٌ، نَعَمْ بعض هذه نُقل بالمعنى، وبعضها من أحاديث العترة الطاهرة أصحابِ العلم والحكمة، والقدس والعصمة، وكلامهم عليهم السّلام من
1.رجال النجاشيّ: ۳۵۹ .
2.الرواشح السماويّة: ۲۰۲ ـ وانظر الرواشح أيضاً: ۲۱۹.