أنا؛ ترجمة ذاتيّة للإمام (ع) طبقاً للنصوص الموثوقة - الصفحه 70

وجميع ما في هذين المصدرين العظيمين يغطّي الجانب الإلهيّ والغيبيّ من جوانب الإمام عليه السّلام .
فنحنُ لا نزالُ بحاجةٍ إلى ما ؟ ومَنْ ؟ يكشفُ لنا عنهُ عليه السّلام أبعاداً لايعرفها غيرُهُ من البشر؟.
وقد وفّقنا الله للتعرُّف على طريق آخَر، هو الإمامُ نفسُه ؛ ليتحدّثَ لنا عن نفسِه، فيكونَ تعريفُه ترجمةً ذاتيّةً ـ في المصطلح الحديث ـ تُنْبِئُ عن مكامن ضميره، ونَفَثاتِ صَدْره، ومُرادات قلبه، وما انطوتْ عليه نفسُهُ الشريفةُ من أسرارٍ وحكمٍ ومعارفَ وعلومٍ، وما كان له من مفاخر ومختصّاتٍ، تلك التي لايُنكرُها عليه حتى ألدُّ أعدائه.
فإنّ الإمامَ كانَ إذا قال: « أَنَا » فيذكرُ أشرفَ أحوالِهِ والمزيّة التي يختصّ بها ۱ .
كانَ كلُّ هذا مدعاةً لنا إلى تأليف هذا المقال الجامع لما أُثِرَ عن الإمام عليه السّلام من كلامٍ يحتوي على جملة: « أَنَا...».
وقد رتّبناه على ترتيب الموضوعات الواردة فيها، بدءً بالهويّة الشخصيّة، وحتّى الشهادة والوصيّة.
وحاولنا وضع كلّ حديث في أنسب مكان ، من دون تكرار إلا ما اقتضاهُ السهو ، أو احتوى على زيادة مفيدة .
والله وليُّ التوفيق هو نعم المولى ونعم النصير.

1.شرح نهج البلاغة (۱۲/۱۲۴).

الصفحه من 164