عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - الصفحه 74

نموذج من تراجم البخاري :

ولنختم حديثنا عن تراجم البخاري بمورد صرَّحَ الأعلام بمخالفته :
عنون البخاري في كتاب الحج لباب «مُهَلّ أهل مكّة للحجّ والعمرة» وأورد فيهِ حديث ابن عبّاس : أنّ النبي صلّى الله عليه و آله ، وقّت لأهل المدينة . . . وذكر المواقيت لأهل الأقطار ، إلى أن قال : ومن كان دون ذلكَ ، فمن حيث أنشأ ، حتى أهل مكّة يهلّون من مكّة ۱ .
وأورد في باب «مهلّ من كان دون المواقيت» بلفظ آخر : ومن كان دونهنّ ممنْ أهله ، حتى أهل مكّة يهلون منها ۲ .
قال المحبّ الطبري : أخرجاه ـ أي البخاري ومسلم ـ ثمّ قال : بوّب البخاري «باب مُهَلّ أهل مكّة للحج والعمرة» ثمّ ذكر الحديث .
وأضاف الطبري : لا أعلم أحداً جعل مكّة ميقاتاً للعمرة ، في حقّ المكّي ، بل عليهِ أن يخرج من الحرم إلى أدنى الحلّ ، يدلّ عليه أمره صلّى الله عليه و آله عائشة أنْ تخرج إلى التنعيم .
ثمّ فعل من جاور بمكة من الصحابة ، ثمّ تتابعُ التابعين وتابعيهم إلى اليوم ، وذلكَ إجماع في كلّ عصر ۳ .
قال النووي : والحديث إنمّا هو في إحرام المكّي بالحجّ ، وأمّا ميقات المكّي للعمرة فأدنى الحلّ لحديث عائشة أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله أمرها في العمرة أن تخرج إلى التنعيم وتحرم بالعمرة منه ۴ .

1.صحيح البخاري (۲ / ۱۶۵) وصحيح مسلم (۴ / ۶) .

2.صحيح البخاري (۲ / ۱۶۶) وصحيح مسلم (۴ / ۵) وشرح النووي (۸ / ۳ ـ ۸۴) .

3.القِرى لقاصد امّ القرى (ص۹۷ و ۹۹) .

4.شرح مسلم للندوي (۸ / ۴ ـ ۸۵) .

الصفحه من 78