مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 237

السفير الثالث في الكوفة وكان كتابه (التكليف) رائجاً عند الشيعة لأنّه كان ألَّفه قبل انحرافه واشتهاره بالكذب على السفير الثالث رضي الله عنه .
ومنه يعلم أن علّة قراء ة ابن روح رضي الله عنه لكتاب التكليف إنّما هي لتوقّعه تعمّد الشلمغاني الكذب عليه أو على الإمام عليه السّلام ودسّه في كتابه ترويجاً لباطله. حتى كان بعض القُميين يُراسل الشيخ الحسين بن روح للتأكّد من جوابات بعض المسائل خشية أن تكون للشلمغاني يد فيها ۱ .
ولو لم ينحرف لما كان الشيخ بحاجة إلى كلّ هذا، ولترك كتابه كما ترك غيره من مؤلّفات الشيعة التي كانت تزخر بها دورهم ومكتباتهم في بغداد.
ومما يقوي ذلك ويؤيّده، هو أنّ الحسين بن روح نفسه رضي الله عنه أنفذ كتاب التأديب من بغداد إلى قم، وكتب إلى فقهاء قم أن ينظروا ما فيه من فتاوى تخالف ما عليه الشيعة ۲ ، ولم يتولّ ذلك بنفسه، بل أوكل الأمر إلى أهل الاختصاص على الرغم من جدارته بذلك.
ومنه يعلم خطأ الاستدلال بموقفه من الكتابين المذكورين ـ ولا نعلم لهما ثالثاً ـ على طلب الكافي للنظر فيه أو عرضه على الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
وأما عن الاستدلال على حكاية العرض، بالتوقيع الخارج من الناحية المقدسة إلى الصدوق الأوّل (ت/ 329هـ ) ۳ ، فلا ينبغي لأحد أن يصدّقه دليلاً، أو يتوهّمه شاهداً على صحّة احتمال عرض الكافي أو بعضه على الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام بتوسّط أحد السفراء رضي الله عنهم؛ لاختلاف الموضوع

1.كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ۳۷۳ / ۳۴۵.

2.كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ۴۹۰ / ۳۵۷.

3.كمال الدين ۳ : ۵۰۳ ذيل الحديث ۳۱، ورجال النجاشي : ۲۶۱ / ۶۸۴، وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ۳۳۰ / ۲۶۶.

الصفحه من 264