رواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السّلام ۱ ، وهذا السند من الصحيح بحسب الاصطلاح اتفاقاً، ومع هذا فلم يذكر الحديث في زبدة الكافي!
والطريف أنّ متن هذا الحديث هو متن الحديث الخامس من الباب المذكور بلا أدنى اختلاف، فكلاهما في سؤال الإمام الصادق عليه السّلام عن ماء البحر: أطهور هو؟ فكان الجواب في الموردين بـ : (نعم). وفي زبدة الكافي انتقى الحديث الخامس دون الرابع!
وكمثال ثالث ما ورد في الكافي بهذا السند:
عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد (وهو ابن عثمان)، عن الحلبي (وهو عُبيد الله بن علي) عن أبي عبد الله عليه السّلام . وهذا السند صحيح بلا خلاف، وقد أخرجه صاحب المنتقى عن الكافي ۲ ؛ لكنّه اُهمل في زبدة الكافي.
وكمثال أخير، فأنه لم يذكر في زبدة الكافي الحديث المروي في باب رواية الكتب والحديث بهذا السند: «وعنه ـ أي: عن محمد بن يحيى ـ ، عن أحمد بن محمد ـ وهو ابن عيسى ـ ؛ ومحمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم...» ۳ على الرغم من صحة السند بحسب الاصطلاح.
وثمّة شي ء آخر يجب الالتفات إليه وهو كون الأحاديث الضعيفة في الكافي بحسب الاصطلاح، غالباً ما تجد مضامينها أو نصوصها مخرّجةً من طرق اُخرى صحيحة في الأبواب نفسها التي اشتملت على تلك الضعاف فيما تتبعناه. وهذا يعني
1.فروع الكافي ۳: ۹ / ۴.
2.منتقى الجمان ۱ : ۵۲ وانظر: فروع الكافي ۳ : ۱۲ / ۶ باب۳.
3.أصول الكافي ۱: ۱۰۲ / ۵ باب ۱۷ من كتاب فضل العلم.