شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ـ إلى أن قال ـ : وحملتْ به اُمّه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى وكانت في منزل عبد الله بن عبد المطّلب، وولدته في شِعْب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف، في الزاوية القُصوى عن يَسارِك وأنت داخل الدار» ۱ .
ومن البعيد أن يكون هذا الوصف من غير مُشاهدة، بل هو ظاهر فيها. على أنّ قوافل الحاجّ إلى مكّة المكرمة من إيران كانت تمرّ ـ في ذلك الوقت ـ إمّا على طريق البصرة، أو على طريق الكوفة، كما أنّ الرحلة من إيران إلى دمشق لا تتمّ بدون المرور بالعراق في ذلك العصر، ومنه يعلم أنّ دخول الكليني العراق لو كان في سنة 327هـ لكان هذا يعني انّه طوى كلّ تلك المسافات الطويلة بسنة واحدة، لوفاته رحمه الله سنة 328هـ على قولٍ سيأتي، وهو كما ترى!
وعلى أيّة حال، فإنّ لوصول الكليني إلى بغداد الأثر الفعّال في نشر حديث أهل البيت عليهم السّلام على أوسع نطاق في مركز الحكومة العباسيّة مما لم يُعْهَد ذلك بتلك الدرجة عند أساطين الحديث قبله.
شيوخه:
تتلمذ الكليني على مشايخ كثيرين بحكم طول تجواله، وسعة رحلاته، وتعدّد أسفاره، وأغلب الذين عرفوا منهم، هم من كانت لهم روايات في الكافي، ولو وصلتنا كتبه الاُخرى لوقفنا على آخرين ضاعت أسماؤهم علينا بضياع كتبه سوى الكافي الذي بقي والحمد لله.
وسوف لن نذكر في التعداد الآتي لمشايخه مَن عُدّ من مشايخه بلا قطع في ذلك، كسهل بن زياد الذي مات في زمان الغيبة الصغرى، وأحمد بن محمد بن خالد
1.اُصول الكافي ۱ : ۵۰۶ باب / ۱۱۱.