الوطن - الصفحه 5

والقرابة في الاستمتاع والميراث ؛ فإنّ المدار فيهما علَى الاشتراك في التوحيد لا المنزل والوطن مثلاً .
ومن أحسن الشواهد على‏ هذا مانراه عند البحث عن شرائع هذا الدين أنّه لم يهمل أمره في حال من الأحوال ، فعلى المجتمع الإسلاميّ عند أوج عظمته واهتزاز لواء غلبته أن يقيموا الدين ولا يتفرّقوا فيه ، وعليه عند الاضطهاد والمغلوبيّة ما يستطيعه من إحياء الدين وإعلاء كلمته ... وعلى‏ هذا القياس ؛ حتّى أنّ المسلم الواحد عليه أن يأخذ به ويعمل منه ما يستطيعه ولو كان بعقد القلب في الاعتقاديّات والإشارة في الأعمال المفروضة عليه .
ومن هنا يظهر أنّ المجتمع الإسلاميّ قد جُعل جعلاً يمكنه أن يعيش في جميع الأحوال وعلى‏ كلّ التقادير من حاكميّة ومحكوميّة وغالبيّة ومغلوبيّة وتقدّم وتأخّر وظهور وخفاء وقوّة وضعف . ويدلّ عليه من القرآن آيات التقيّة بِالخصوص ، قال تعالى‏ : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيْمانِهِ إلّا مَنْ اُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمانِ)۱ وقوله : (إلّا أنْ تَتَّقوا مِنْهُمْ تُقاةً)۲ وقوله : (فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُم)۳ وقوله : (ياأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلّا وأنْتُم مُسْلِمُونَ)۴ . ۵

4046 - الدِّفاعُ عَنِ الوَطَنِ‏

الكتاب :

(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) .۶

(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى‏ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .۷

(انظر) آل عمران : 195 .

1.النحل : ۱۰۶ .

2.آل عمران : ۲۸ .

3.التغابن : ۱۶ .

4.آل عمران : ۱۰۲ .

5.الميزان في تفسير القرآن : ۴/۱۲۵ .

6.البقرة : ۸۴ .

7.الممتحنة : ۸ ، ۹ .

الصفحه من 8