التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 88

والاكتسابي ، ومدى استجابتهم للتبليغ المفيد والبنّاء . وإذا أخذنا هذا التفاوت بنظر الاعتبار ، نفهم أنّه ليس كلّ كلام يفيد أيّ شخص ؛ فقد يكون ثمّة نمط من التبليغ مفيدا لفرد أو جماعة ما ؛ ولكنّه غير مفيد لفرد آخر أو جماعة اُخرى ، بل ربّما كان مضرّا لهم . ومن هنا كان الأنبياء يؤمَرون بأخذ المقدرة الفكريّة والنفسيّة للناس بنظر الاعتبار . ۱

الاختلاف في القابليّات الطبيعيّة

يختلف الناس ـ من وجهة نظر الأحاديث الشريفة ۲ ـ في قدراتهم الذاتيّة كاختلاف معادن الأرض ؛ فبعضهم كالذهب يتّصف بقدرة عالية ؛ وبعضهم الآخر كالفضّة . . وهكذا . وكما أنّ أنواع المعادن مفيدة للناس إلّا أنّ استثمارها يتطلّب معرفة وتخطيطا ، فكذلك أنواع القابليّات الفطريّة للناس مفيدة لإدارة المجتمع الإنساني ، إلّا أنّ كيفيّة استثمارها تستلزم معرفة صحيحة وبرمجة دقيقة لها .

الاختلاف في القابليّات الاكتسابيّة

تختلف قابليّات الناس الاكتسابيّة كاختلاف قابليّاتهم الذاتيّة . وقد قسّمت النصوص الإسلاميّة ، بشكل عامّ ، الناس من حيث مدى تأثّرهم بالتبليغ البنّاء إلى ثلاث مجموعات :
المجموعة الاُولى : هم الذين لم يدنّسوا فطرتهم الإنسانيّة النقيّة بالأعمال القبيحة ، وخاصّة الظلم . فهؤلاء لديهم تقوى عقليّة ، ويتّصفون بقابليّة مناسبة على قبول التبليغ المفيد والبنّاء . وقد وصفت الأحاديث الشريفة كلّ واحد من أفراد هذه

1.راجع : ص ۴۴۷ (مراعاة طاقة المخاطب) .

2.راجع : ص ۳۸۶ ح ۱۰۷۸۱ و ص ۳۸۷ ح ۱۰۷۸۵ .

الصفحه من 154