البداء (تفصیلی) - الصفحه 5

هو المستخدم فيما يتعلّق باللّه ، وبالتالي فقد عمدوا إلى الاستدلال على هذا المعنى أو ردّه ، ولكنّ البداء استخدم في الكتاب والسنّة بالمعنيين الأخيرين فيما يتعلّق باللّه ـ تعالى ـ ، أمّا المعنى الثالث فلا خلاف فيه ، وإنما الّذي خضع للبحث واختُلِف بشأنه هو المعنى الثاني منها .
وقد لاحظنا في بحث القضاء والقدر ، أنّ اللّه جعل تحت اختيار البشر إمكانيّات وثروات مثل القدرة والرزق والعمر والبقاء بشكل محدود ، وهذه المحدوديّة هي التقدير الإلهي ، ومن جهة اُخرى فإنّ التقدير الإلهي على قسمين : محتوم (أو غير قابل للتغيير) ، وغير محتوم (أو قابل للتغيير) ، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام :
مِنَ الاُمورِ اُمورٌ مَحتومَةٌ كائِنَةٌ لا مَحالَةَ ، ومِنَ الاُمورِ اُمورٌ موقوفَةٌ عِندَ اللّهِ ، يُقَدِّمُ فِيها ما يَشاءُ ويَمحو ما يَشاءُ ويُثبِت مِنها ما يَشاءُ . ۱
فعلى هذا الأساس يكون عبارة عن التغيير في التقدير غير المحتوم عن طريق تقديم التقديرات وتأخيرها، أو محو تقدير وإثبات تقدير آخر ، كما جاء في القرآن الكريم :
«يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» . ۲
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذا الآية الكريمة:
هَل يُمحى إلاّ ما كَانَ ثابِتا؟ وَهَل يُثبَتُ إلّا ما لَم يَكُن؟ ۳

نماذج من البداء في القرآن

ذكر القرآن الكريم بعض المواضع المهمّة الّتي حدث فيها البداء ، ومنها البداء في

1.. تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۱۷ ح ۶۵ عن الفضيل ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۹ ح ۵۸ .

2.. الرعد : ۳۹ .

3.. راجع : ص ۳۴۵ ح ۸۲۸۳ .

الصفحه من 76