البداء (تفصیلی) - الصفحه 18

عليّ عليه السلام أخبرت عن وضع هذه الحكومة والسلطان الّذي يطيح بها . وعلى أساس هذه الأحاديث كتب والد العلّامة الحلّي رسالة إلى هولاكو قبل فتح بغداد وأنقذ بذلك أهالي الحلّة . ۱

ج ـ معرفة الإنسان

إذا نفينا البداء واعتقدنا بأن اللّه قد فرغ من القضاء والقدر فلا يبقى هناك دافع إلى أن يغيّر الإنسان وضعه الحالي عن طريق أفعال الخير والعبادات والصلاة ؛ ذلك لأنّ كلّ ما قدّر سوف يقع بعينه ولن يحدث أيّ تغيير في القضاء والقدر. ولا ريب في أنّ الأمل بالمستقبل وروح المثابرة والسعي هما رهن الأمل في تغيير الوضع الحالي وإمكان تحسينه.
من جهة اُخرى فإن كان من المقرّر ألّا يغيّر اللّه التقديرات، فلماذا نطلب منه أن يصلح أوضاعنا من خلال الدعاء والتضرّع إليه ، والاعتماد عليه والالتجاء لحضرته؟
على هذا فإنّ الاعتقاد بالبداء يزوّد الإنسان من جهة بروح الأمل والمثابرة، ويعزّز فيه من جهة اُخرى روح الدعاء والتوبة والتضرّع والتوكّل على الحقّ تعالى .
هكذا يتّضح دور الاعتقاد بالبداء في حياة الإنسان الماديّة والمعنويّة ؛ ذلك لأنّ المفاهيم ، مثل : الأمل والسعي والدعاء والتوجّه والتوكّل هي التي تكوّن الحياة المعنويّة للإنسان وعلى أساسها تقوم الحياة المادّية له .

أسباب البداء

كلّ عمل ـ سواء كان إيجابيّا أم سلبيّا ـ يمكن أن يؤدّي إلى تغيير القضاء والقدر أو البداء ، وقد وردت الإشارة في الكتاب والسنّة إلى بعض الأعمال الحسنة والسيّئة

1.. كشف اليقين : ص ۱۰۱ .

الصفحه من 76