اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 97

تصنعه الاُمّة بأهل البيت عليهم السلام . ۱

2 . عدم اتّفاق الاُمّة على خلافة أئمّة الشيعة

الإشكال الثاني هو إنّه جاء في بعض النصوص المرويّة في وصف الخلفاء الاثني عشر :
كُلُّهُم تَجتَمِعُ عَلَيهِ الاُمَّةُ . ۲
من الواضح إنّ أيّاً من أئمّة الشيعة لم يكن يتوفّر فيه هذا الوصف ، بناءً على ذلك فكيف يمكن تطبيق الحديث عليهم؟!
الجواب على هذا الإشكال :
أوّلاً : إنّ معظم أحاديث الخلفاء الاثني عشر خالية من هذا التعبير ، والأحاديث التي ذكرت هذه العبارة هي أحاديث فاقدة للاعتبار. ۳
ثانياً : على فرض كون سند هذه الرواية صحيحاً ، فلا يمكن نسبة مدلولها الظاهري إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ لأنّه لا واقعيّة له ، إذ أنّ الأكثريّة القريبة من الإجماع على أنّه لم يقع اتّفاق و اجتماع الاُمّة على كلّ من أمسك بزمام الحكم بعد النبيّ صلى الله عليه و آله . بناءً على ذلك فمن أجل تصحيح نسبة هذه المقولة إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ينبغي أن يقال : إنّه ليس المقصود منها هو الإخبار عن المستقبل ، بل هي توصية منه صلى الله عليه و آله للاُمّة الإسلاميّة باتّباع هؤلاء ، فتنطبق حينئذٍ على مذهب الإماميّة الاثني عشريّة .

1.راجع : ص ۴۷۳ : (القسم الحادي عشر : ظلم أهل البيت عليهم السلام ) وموسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج۴ (القسم الثامن / الفصل الأوّل : إخبار النبيّ صلى الله عليه و آله باستشهاده) .

2.سنن أبي داود : ج ۴ ص ۱۰۶ ح ۴۲۷۹ .

3.راجع : سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۱ ص ۶۵۱ .

الصفحه من 540