اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 80

يضمن بلوغ الهدف :
«وَ الَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا».۱
وبطيّ هذا الطريق لا يبلغ الإنسان أعلى مراتب معرفة اللّه فحسب ، بل يظفر بأعلى درجات معرفة النفس ، ومعرفة العالم أيضا .
في ضوء ذلك يتسنّى لنا أن نقول : إنّ الصراط الإلهيّ المستقيم واحد لا أكثر ، وهو الدِّين الّذي عرضه الأنبياء لتكامل الإنسان ، والطرق الاُخرى ليست سُبلاً إلى اللّه إلّا إذا انتهت إلى هذا الطريق الرئيس .

الطرق إلى اللّه عز و جل عدد أنفاس الخلائق

ثمة تساؤل جدير بالإثارة ، وهو: إذا كانت «الطرق إلى اللّه عدد أنفاس الخلائق» الواردة في كلام عدد من المحدّثين والحكماء كمبدأ ثابت ، وتطرح أحياناً كحديث نبويّ ، فهل ينافي هذا وحدة الصراط الإلهيّ المستقيم؟
إنّ الجواب هو أنّ هذا الكلام لم يرد في أيّ مصدر من المصادر الحديثيّة المعتمدة ، وقد تفرّد المرحوم الملّا أحمد النراقي ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ بذكره في كتاب مَثْنَوي طاقْديس كحديث من الأحاديث ۲ .
وسواءٌ كان هذا الكلام حديثا أم لم يكن ، فإنّه لا يعني ـ كما استند إليه من بعض أدعياء الثّقافة في عصرنا ـ التعدّديّة الدينيّة ، بل يعني أنّ الطرق الفرعيّة المتّصلة بالطريق الأصليّ للدِّين المسمّى الصراط المستقيم كثيرة ، وكلّ شخص يستطيع أن

1.العنكبوت : ۶۹ .

2.راجع : مَثْنَوِي طاقديس (بالفارسيّة) : ص ۲۰۶ (بيان حديث «الطرق إلى اللّه عدد أنفاس الخلائق» ) .

الصفحه من 247