الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 7

هذا الدرس :
لَو رَأَيتَ فَردا مِن مِصراعَينِ فيهِ كَلُّوبٌ أكُنتَ تَتَوَهَّمُ أنَّهُ جُعِلَ كَذلِكَ بِلا مَعنىً ؟ بَل كُنتَ تَعلَمُ ضَرورَةً أنَّهُ مَصنوعٌ يَلقى فَردا آخَرَ، فَتَبَرُّزُهُ لِيَكونَ فِي اجتِماعِهِما ضَربٌ مِنَ المَصلَحَةِ، وهكَذا تَجِدُ الذَّكَرَ مِنَ الحَيَوانِ كَأَنَّهُ فَردٌ مِن زَوجٍ مُهَيَّأٌ مِن فَردٍ أُنثى، فَيَلتَقِيانِ لِما فيهِ مِن دَوامِ النَّسلِ وبَقائِهِ ، فَتَبّا وخَيبَةً وتَعسا لِمُنتَحِلِي الفَلسَفَةِ ! كَيفَ عَمِيَت قُلوبُهُم عَن هذِهِ الخِلقَةِ العَجيبَةِ حَتّى أَنكَرُوا التَّدبيرَ وَالعَمدَ فيها؟! ۱
وهكذا، فلأن العقل لا يمكنه أن يصدق أنّ الحوادث العشوائية المتتالية تؤدّي إلى ظهور «الرجل» ثمّ خلق بعد ذلك شخصاً آخر يدعى «المرأة» لبقاء النسل، فليس هناك من سبيل أمامه سوى الاعتراف بوجود الخالق.

ب ـ مركز طمأنينة الحياة

يتمثّل الدرس الثاني في التوحيد، والّذي نستخلصه في موضوع الأُسرة من الآية 21 من سورة الروم، في أنّ الأُسرة هي مركز الطمأنينة في الحياة، في نظام الخلق: «لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا» .
وقد خلق اللّه الحكيم، الرجل والمرأة بشكلٍ بحيث يكمّل بعضهما البعض ولذلك، فإنّهما لا يجدان الطمأنينة ما لم يكونا إلى جانب بعضهما البعض في منظومة الأُسرة، يقول العلّامة الطباطبائي في هذا المجال:
كلّ واحد من الرجل والمرأة مجهّز بجهاز التناسل تجهيزا يتمّ فعله بمقارنة الآخر ، ويتمّ بمجموعهما أمر التوالد والتناسل . فكلّ واحد منهما ناقص في نفسه مفتقر إلى الآخر ، ويحصل من المجموع واحد تامّ له أن يلد وينسل ، ولهذا النقص والافتقار يتحرّك الواحد منهما إلى الآخر، حتّى إذا اتّصل به سكن إليه ؛ لانّ كلّ

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۷۵ ، موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۳ ص ۱۵۳ ح ۳۵۷۴ .

الصفحه من 255