الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 251

ج ـ الآفات المتعلّقة بالمرأة

تتمثّل الآفات الّتي تهدّد الأُسرة من ناحية المرأة والّتي قد تؤدّي إلى انهيار الأُسرة ، بما يلي :

1 . أذية الزوج

كما أن إيذاء الزوج زوجته يزلزل كيان الأُسرة ، كذلك إيذاء الزوجة زوجها ، بل إنّ إيذاءها له سيتعقّبه ردود فعل مشابهة من الزوج ، وبالتالي ستتحوّل الأُسرة إلى مركز حداع بين الزوجين ، ويصير تحمّل مثل هذا الوضع عسيراً شيئاً فشيئاً على كلا الطرفين . وفي ظلّ هذه الحياة ستتراجع المحبّة والطاعة ليحلّ محلّها التمرّد والكراهية ، وفي هذه الحالة تتحقّق علاقات الزواج المتعارف عليها بشكلٍ آخر .
وحتّى إذا ما تحمّل الزوج ولم يعامل زوجته بالمثل ، إلّا أنّ محبّته لزوجته سوف تقلّ لتتحوّل الحياة الممزوجة بالحبّ إلى حياة تكتنفها الكراهية ، ومثل هذا الوضع غير الطبيعي سوف يستمرّ حتّى يتجاوز التوتّر والتشنّج العصبي الناجمان عن هذه النظرة والسلوك ، نطاق تحمّل الطرفين . ويعتبر الإمام الصادق عليه السلام ـ في تعبيرٍ لطيف ـ المرأة المؤذية من أسباب تنغّص العيش في قوله :
لا تُؤذي امرَأَةٌ زَوجَها فِي الدُّنيا إلّا قالَت زَوجَتُهُ مِنَ الحورِ العِينِ : لا تُؤذيهِ ، قاتَلَكِ اللّهُ ، فَإِنَّما هُوَ عِندَكِ دَخيلٌ يوشِكُ أن يُفارِقَكِ إلَينا . ۱
جدير ذكره أنّ إغضاب الزوج ۲ هو نوع من الأذى له ، ولذلك فإن لم تعرف المرأة السلوك الّذي يغضب زوجها ، ثمّ كرّرته دون قصد منها أو فعلته عن قصد ، فإنّها تكون بذلك قد هيّأت الأرضية لتزلزل الأُسرة .

1.راجع : ص ۴۸۱ ح ۲۲۶۳.

2.راجع : ص ۴۸۲ (إغضاب الزّوج) .

الصفحه من 255