الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 12

وتَشبيكِ الحُقوقِ ، وتَكثيرِ العَدَدِ ، وتَوفيرِ الوَلَدِ لِنَوائِبِ الدَّهرِ وحَوادِثِ الأُمورِ ، ما يَرغَبُ فى دونِهِ العاقِلُ اللَّبيبُ ، ويُسارِعُ إلَيهِ المُوَفَّقُ المُصيبُ . ۱

4 . نشر الأهداف التوحيدية

إنّ الحكمة الغائية من تشكيل الأُسرة والهدف النهائي للإسلام من هذا التأكيد على تشكيلها وترسيخها واستمرارها، هو نشر وتوسيع القيم الإنسانية، ونشر الأهداف التوحيدية، وبالتالي تحقيق البعد العالمي للإسلام. وبقاء النسل البشري هو في الحقيقة مقدّمة للوصول إلى هذا الهدف الكبير. ويشير الحديث النبويّ الشريف إلى هذه الحكمة :
ما يَمنَعُ المُؤمِنَ أن يَتَّخِذَ أهلاً ؟! لَعَلَّ اللّهَ أن يَرزُقَهُ نَسَمَةً تُثقِلُ الأَرضَ بِلا إلهَ إلّا اللّهُ . ۲

أهمّ أهداف تشكيل الأُسرة

تتمثّل أهمّ الملاحظات القرآنية في بيان الحكمة من الزواج في أنّ اللّه عندما يريد بيان حكمة الزواج وتشكيل الأُسرة، فإنّه لا يقول إنّ حكمة خلق الزوج وتشكيل الأُسرة هو بقاء الذرّية أو الولد الصالح، أو منع الفساد، أو البناء الأخلاقي والاجتماعي، أو نشر القيم الإسلامية، بل إنّه يشير إلى حكمة لا يمكن من دونها تحقيق أيّ من أهداف خلق الإنسان، ألا وهي الطمأنينة النفسية.
ومن دون الطمأنينة النفسية لا يمكن أن نتوقّع التقوى من الشاب، ومن دون الطمأنينة النفسية لا يظهر جيل سليم وصالح، كما لا يتمّ البناء الأخلاقي والاجتماعي، ولا تنتشر القيم الدينية والغاية التوحيدية.

1.راجع : ص ۲۷۷ ح ۱۶۶۰ .

2.راجع : ص ۲۸۰ ح ۱۶۶۸ .

الصفحه من 255