النبوّة الخاصّة - الصفحه 221

فيها وألقى‏ علَيهِ التُّرابَ ، ثُمّ مَضى‏ فالتَفَتَ فإذا بالطَّستِ قد ظَهَرَ قالَ : قد فَعَلتُ ما أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ فمَضى‏ ، فإذا هُو بِطَيرٍ وخَلفَهُ بازِي فَطافَ الطّيرُ حَولَهُ فقالَ : أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ أن أقبَلَ هذا ، ففَتَحَ كُمَّهُ فدَخَلَ الطّيرُ فيهِ ، فقالَ لَهُ البازِي : أخَذتَ صَيدي وأنا خَلفَهُ مُنذُ أيّامٍ ، فقالَ : إنّ ربّي عَزَّوجلَّ أمَرَني أن لا اُويِسَ هذا ، فقَطَعَ مِن فَخِذِهِ قِطعَةً فألقاها إلَيهِ ثُمّ مَضى‏ ، فلَمّا مَضى‏ إذا هُو بلَحمِ مِيتَةٍ مُنتِنٍ مُدَوِّدٍ ، فقالَ : أمَرَني ربّي عَزَّوجلَّ أن أهرَبَ مِن هذا ، فهَرَبَ مِنهُ ورجَعَ . فرأى‏ في المَنامِ كأنّهُ قد قِيلَ لَهُ : إنّكَ قد فَعَلتَ ما اُمِرتَ بهِ ، فهَل تَدري ما ذاكَ كانَ ؟ قالَ : لا ، قيلَ لَهُ : أمّا الجَبَلُ فهُوَ الغَضَبُ ، إنّ العَبدَ إذا غَضِبَ لَم يَرَ نَفسَهُ وجَهِلَ قَدرَهُ مِن عِظَمِ الغَضَبِ ، فإذا حَفِظَ نفسَهُ وعَرَفَ قَدرَهُ وسكَنَ غَضبُهُ كانَت عاقِبَتُهُ كاللُّقمَةِ الطَّيِّبةِ الّتي أكَلَها ، وأمّا الطَّستُ فهُو العَمَلُ الصّالِحُ إذا كَتَمَهُ العَبدُ وأخفاهُ أبَى اللَّهُ عَزَّوجلَّ إلّا أن يُظهِرَهُ لِيُزَيِّنَهُ بهِ مَع ما يَدَّخِرُ لَهُ مِن ثَوابِ الآخِرَة ، وأمّا الطَّيرُ فهُو الرّجُلُ الّذي يَأتِيكَ بنَصيحَةٍ فاقبَلْهُ واقبَلْ نَصيحَتَهُ ، وأمّا البازِي فهُوَ الرّجُلُ الّذي يَأتِيكَ في حاجَةٍ فلا تُؤيِسْهُ ، وأمّا اللّحمُ المُنتِنُ فهُو الغِيبَةُ فاهرَب مِنها .۱

(انظر) النبوّة العامّة : باب 3716 .
بحار الأنوار : 14 / 451 باب 31 .

3756 - الفَترَةُ بَينَ الرُّسُلِ‏

الكتاب :

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) .۲

الحديث :

۱۹۸۰۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في مَعنى‏ قولِهِ تعالى‏ :(على‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ )-: انقِطاعٍ مِن الرُّسُلِ .۳

۱۹۸۰۴.الكافي عن أبي الرَّبيعِ : حَجَجنا مَع أبي جعفرٍ عليه السلام في السَّنَةِ الّتي كانَ حَجَّ فيها

1.عيون أخبار الرِّضا : ۱/۲۷۵/۱۲ .

2.المائدة : ۱۹ .

3.تفسير القمّي : ۱/۱۶۴ .

الصفحه من 262