«النقض»، في أواسط القرن السادس للهجرة ذات غالبية شيعية. ومع ذلك کلّه فقد كانت تعيش فيها جماعات من مختلف المذاهب والفرق والنحل. كتاب «النقض» يقدّم معلومات قيّمة عن أوضاع هذه المدينة، وقد كُتب هذا البحث حول جغرافية بلاد الريّ في ضوء ما جاء في هذا الكتاب من معلومات عنها.
وأمّا مدينة قزوين فهي مدينة مهمّة تقع في شمال المنطقة الوسطى من إيران، وتعود في قِدَمها إلى العهد الساساني. تطوّرت هذه المدينة في القرون الإسلامية وحصل فيها اتّساع وعمران كثير، وکان سکّانها إلى عصر مؤلّف كتاب «النقض» مزيجاً من الشيعة والسنّة وغيرهما من الفرق والنحل الاُخرى. ورغم أنّ الشيعة كانوا يومذاك أقلّية في هذه البلاد إلّا أنّهم كانوا على درجة عالية من القوّة والنفوذ. يكشف كتاب «النقض» صفحة حول بعض الحقائق التي كانت عليها هذه المدينة.
وهذا البحث يسلّط الأضواء على جغرافية قزوين استناداً إلى هذه المعلومات.
الألفاظ المفتاحية: جغرافية الري، جغرافية قزوين، النقض، القرن السادس للهجرة.

19
جغرافية الريّ وقزوين في كتاب «النقض»‏

عليّ ملكي ميانجي ^۱

الريّ وقزوين مدينتان مهمّتان في المناطق الوسطى من إيران، فمدينة الريّ منطقة مهمّة، ورغم التقلّبات التي مرّت بها غير أنّها حافظت على أهميّتها السياسية منذ عهد الماديين إلى الوقت الحاضر. مركز هذه المنطقة هي مدينة الريّ التي كانت في القرون الاُولى للعصر الإسلامي وحتّى مجيء المغول واحدة من أهم الحواضر العلميّة في العالم، وكانت توصف بأمّ البلاد.
في العهد الإسلامي كانت هذه المدينة في بداية أمرها على مذهب أهل السنّة وذات ميول اُموية، إلّا أنّ التشيّع أخذ ينتشر فيها تدريجياً إلى أن غدت في عصر حياة مؤلّف كتاب