والدولة الحمدانية، فكان عليهم أن يتحمّلوا الضغوط من كلا الجانبين، وكان عليهم في الوقت ذاته الدفاع عن مذهبهم؛ وذلك لأنّ العبّاسيين كانوا يمارسون قتلهم بتهمة الانتماء إلى القرامطة والإسماعيلية؛ بينما كان النزاريون والقرامطة يقتلونهم أيضاً بتهمة التقيّة والتعاون مع أهل السنّة.
وفي ظل تلك الأوضاع والأحوال كان دور علماء الإمامية حيوياً ومصيرياً؛ إذ كان عليهم ـ مضافاً إلي تبيين اُصول وفروع مذهب أهل البيت عليهم السلام ـ أن يتبرّأوا مِن التهم التي كان يثيرها خصومهم ضدّهم، وأنّ يحولوا دون وصول آراء المخالفين إلي ضعفاء الشيعة الإماميّة ممّا يؤدّي إلى خروج الضعفاء منهم من مذهبهم والانتماء إلى المذاهب الاُخرى، أو يؤدّي تغلغل آراء المذاهب المخالفة في أوساط المذهب الشيعي.
وهذا هو العمل، أو لنقل: إنّه الإنجاز الباهر الذي قام به عبد الجليل القزويني الرازي في كتابه المعروف (بعض مثالب النواصب في نقض «بعض فضائح الروافض») المعروف بـ «النقض»، وجاء به على خير وجه.
قدّم هذا المؤلّف في سياق دفاعه عن الإمامية تبييناً دقيقاً وشفّافاً لعقائد وأحكام مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وبيّن بشكل