ابن ابى الحديد فى الميزان

سيد خليل باستان ^۱

الحمدلله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين، و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.

الخلاصة:

لقد انشغلت افكار العلماء فى شرح ابن ابى الحديد منذ عصور عديدة، منهم من نقد الكتاب ادبيا، و منهم من نقده فكريا، و منهم من نقده دينيا، و منهم... فكانت النتائج متضاربة بين موافقين له و مخالفين، و اشتدَّ الصراع بينهم حتى ضاع الحق.
و من المسائل الخلافية بين العلماء لهذه الشخصية الادبية الفذة فى عقيدته المذهبية. لقد سعينا فى هذه المقالة الوقوف على الآراء المختلفة للعلماء فى هذا الباب، و من ثمَّ نطالب القضاء له أو عليه من قبل القراء الكرام، بعيدين كل البعد من العصبية العمياء، سائلين المولى ان يقبل عملنا هذا باحسن القبول.

مفتاح الكلمات : الاعتزال / التشيع / التسنن.

المقدمة:

اما بعد فلقد تضارب الآراء بين العلماء حول عقيدة ابن ابى الحديد المذهبية، فمنهم من حكم عليه بالاعتزال، و منهم من ذهب الى انه شيعى، و منهم من ذهب الى انه سنّى.
و ما هذا الاختلاف الاّ مِن عقائد المعتزلة انفسهم، لأنهم تارة يميلون الى الشيعة فى افكارهم و أخرى الى اهل السنة، و سنقف بوضوح على ما قلنا فى افكار ابن ابى الحديد خاصة، و مِن ثمَّ