309
شرح فروع الکافي ج4

مستند لهم ، وظاهر الآية وصريح رواياتهم يكذّبهم .
ثمّ هي كما دلّت رواياتنا إحدى الليالي الثلاث ، وإن كان الأظهر منها ليلة الجهني ، وقد اختلفوا ، فقال بعضهم : هي في رمضان ، وقال بعضهم : في السنة .
واختلف الفريقان فقال طائفة : إنّها لا تنتقل فقيل : هي في ليلة معيّنة مبهمة في السنة ، وقيل : مبهمة في رمضان ، وقيل : مبهمة في العشر الأواسط ، وقيل : في العشر الأواخر ، وقيل : في أثنائهما ، وقيل : مبهمة في ثلاث وعشرين وسبع وعشرين ، وقيل : في سبع وعشرين وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين .
وقيل : في ليلة معروفة معيّنة غير مبهمة ، فقيل : إحدى وعشرين ، وقيل : ثلاث وعشرين ، وقيل : خمس وعشرين ، وقيل : سبع وعشرين ، وقيل : هي آخر ليلة منه .
وقال طائفة منهم : إنّها تنتقل ، فقيل : تنتقل في السنة كما تكون في سنة في ليلة ، وفي سنة اُخرى في غير تلك الليلة .
وقال مالك : إنّها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان ، وقيل : تنتقل في رمضان أجمع .
وقال بعضهم : القول بأنّها تنتقل حسنٌ وجيه ؛ لأنّ فيه الجمع بين الأحاديث المختلفة ، لأنّ كلّها صحيح ؛ لأنّها قد كانت في غير شهر رمضان ، وقد كانت في العشر الأوسط منه ، وقد كانت في العشرة الأخيرة . ۱
قوله في خبر أبي حمزة : (وتصفد الشياطين) .[ح 2 / 6620 ] يُقال : صفده يصفده صفادا ، أي شدّه وأوثقه وكذلك التصفيد . ۲
وقوله في صحيحة محمّد بن مسلم : (فإن كانت في برد دفئت) إلى آخره . [ح3/6621].
الدف ء : السخونة ، تقول : منه دفئ الرجل دفاءة . ۳ والكُتَّب بضم الكاف وفتح التاء

1.اُنظر : شرح الاُصول الكافي للمولى محمّد صالح ، ج ۶ ، ص ۸ ۹ ؛ المجموع للنووي ، ج ۶ ، ص ۴۵۸ ۴۵۹ ؛ نيل الأوطار ، ج ۴ ، ص ۳۶۴ ۳۶۷ ؛ شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۸ ، ص ۵۷ ؛ عمدة القاري ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ .

2.صحاح اللغة ، ج ۲۷ ص ۴۹۸ (صفد) .

3.صحاح اللغة ، ج ۱ ، ص ۵۰ (دفأ) .


شرح فروع الکافي ج4
308

صلاة العشاء الآخرة والوتيرة . ۱
احتجّ الأوّلون بأنّها تستحبّ أن تكون خاتمة صلاته ، وإنّما يتمّ ذلك بأن يقدّم ركعات رمضان .
احتجّ [سلّار] ۲ برواية سليمان عن الرضا عليه السلام وقد وصف له صلاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى أن قال : «فلمّا صلّى العشاء الآخرة وصلّى الركعتين اللّتين كان يصلّيهما بعد العشاء الآخرة وهو جالس في كلّ ليلة ، قام فصلّى اثنتي عشرة ركعة» ، ۳ ولأنّها نافلة مرتّبة ، فتقدّم على نافلة رمضان كنافلة المغرب . ۴
ويستحبّ الدُّعاء بين الركعات فقد وضع الشيخ في التهذيب لذلك بابا وعنونه بباب الدّعاء بين الركعات ، وقال في ذيله :
إذا صلّيت المغرب فصلّ الثماني ركعات التي بعد المغرب ، فإذا صلّيت منها ركعتين فقل ما رواه عليّ بن حاتم إلى قوله : الدّعاء في العشر الأواخر . ۵

باب في ليلة القدر

قال طاب ثراه : سُمّيت بذلك لتقدير اللّه فيها ما يكون في تلك السنة من الأرزاق والآجال ، والمراد بهذا التقدير أفعال الملائكة وخواصّ خلقه ما يكون من أفعاله ممّا سبق به علمه ، واختلف في الأوّل ، وهو المراد بقوله سبحانه : «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ»۶ ، وقيل : سمّيت بذلك لعظم قدرها ، وهي عندنا وعند أكثر العامّة باقية إلى آخر الدهر ، وشذّ مَن قال منهم بأنّها كانت خاصّة بعد الرسول صلى الله عليه و آله ثمّ رفعت ، ولا

1.المراسم العلويّة ، ص ۸۲ ، وفيه : « ... بعد الوتيرة» .

2.اُضيفت من المصدر .

3.تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۶۴ ۶۵ ، ح ۲۱۷ ؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۴۶۴ ۴۶۵ ، ح ۱۸۰۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۸ ، ص ۳۲ ، ح ۱۰۰۴۰ .

4.مختلف الشيعة ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ ۳۴۶ .

5.تهذيب الأحكام ، ج ۳ ، ص ۷۱ ۱۰۱ ، ح ۲۲۹ ۲۶۲ .

6.القدر (۹۷) : ۴ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 136032
صفحه از 662
پرینت  ارسال به