ويُراد بها غير المذكورة أوّلاً ، والصخرة على الثور ، وأن يكون بين الثور والثرى في الأوّل واسطة محذوفة، وهي الهواء . ۱
متن الحديث السادس والخمسين
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا عليهماالسلام، قَالَ:«إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ الْأَرْضَ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَلَيْهَا الْمَاءَ الْمَالِحَ أَرْبَعِينَ صَبَاحا، وَالْمَاءَ الْعَذْبَ أَرْبَعِينَ صَبَاحا، حَتّى إِذَا الْتَقَتْ وَاخْتَلَطَتْ أَخَذَ بِيَدِهِ قَبْضَةً، فَعَرَكَهَا عَرْكا شَدِيدا جَمِيعا، ثُمَّ فَرَّقَهَا فِرْقَتَيْنِ، فَخَرَجَ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عُنُقٌ مِثْلُ عُنُقِ الذَّرِّ، فَأَخَذَ عُنُقٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَعُنُقٌ إِلَى النَّارِ».
شرح
السند حسن .
قوله : (إنّ اللّه خلق الأرض).
قيل : لمّا دلّت الروايات المذكورة في كتاب الإيمان والكفر على أنّه تعالى خلق الإنسان من طينتين: طينة جنّة، وطينة سجّين، لم يبعد أن يُراد بالأرض هنا قطعة مختلطة من هاتين الطينتين. ۲ وأنت خبير بعدم الداعي إلى هذا التوجيه هنا .
(ثمّ أرسل) إلى آخره .
قيل :
إرسال الماء عليها على هذا النهج للخلط بين الطينتين، وتخميرها بالماءين، وفيه فوائد كثيرة : منها حصول القدرة على الضدّين ، ومنها حصول الارتباط بين المؤمن والكافر، والصالح والفاجر ، ولولا ذلك لما أمكن تعيّش المؤمنين والصالحين بين الكافرين والفاجرين .
ومنها كون المؤمن دائما بين الخوف والرجاء، حيث لا يعلم أنّ الغالب فيه الخير