175
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

اللّه صلى الله عليه و آله كثيرا، لكن أكثرهم قتلوا واُسِروا يوم بدر، ومن بقي منهم أكثروا في إيذائه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام كخالد بن الوليد ، وممّن قتل منهم في بدر: أبو جهل، عمرو بن هشام بن المغيرة، والعاص بن هاشم بن المغيرة ـ خال عُمَر ـ وأبو قيس بن الوليد ـ أخو خالد ـ وأبو قيس بن الفاكهة بن المغيرة، ومسعود بن أبي اُميّة بن المغيرة .
وممّن اُسِر منهم في غزوة بدر: خالد بن هشام بن المغيرة، واُميّة بن أبي حذيفة بن المغيرة، والوليد بن المغيرة . ۱
وبما قرّرنا ظهر فساد ما قيل من أنّ الظاهر أنّ المراد بالأفجرين في هذا الخبر الأوّل والثاني ، وأنّ قوله : (بنو اُميّة وبنو المغيرة) خبر بعد خبر، بلا عاطف. وكونه بدلاً بعيد . انتهى . ۲
وقوله عليه السلام : (قريش قاطبة) أي جميعا .
قال الجوهري : «تقول: جاء القوم قاطبةً، أي جميعا ، وهو اسم يدلّ على العموم» . ۳
وقال الفيروزآبادي : «لا يستعمل إلّا حالاً». ۴
والمراد بقريش من بقي منهم على الكفر» .
وقوله : (فبدّلوا نعمتي كفرا) ؛ يفهم من بعض الأخبار أنّ النعمة هنا أعمّ من الرسالة، بحيث يشمل الولاية .

متن الحديث الثامن والسبعين

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهماالسلام أَنَّهُمَا قَالَا:«إِنَّ النَّاسَ لَمَّا كَذَّبُوا بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، هَمَّ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بِهَلَاكِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَا عَلِيّا، فَمَا سِوَاهُ بِقَوْلِهِ: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ»۵ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ، فَرَحِمَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ»۶ ».

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۵۱ و ۲۵۲ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۱ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۰۴ (قطب) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ (قطب) .

5.الذاريات (۵۱) : ۵۴ .

6.الذاريات (۵۱) : ۵۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
174

قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «هِيَ وَاللّهِ قُرَيْشٌ قَاطِبَةً؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَاطَبَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ: إِنِّي فَضَّلْتُ قُرَيْشا عَلَى الْعَرَبِ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْهِمْ نِعْمَتِي، وَبَعَثْتُ إِلَيْهِمْ رَسُولِي، فَبَدَّلُوا نِعْمَتِي كُفْرا، وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ».

شرح

السند ضعيف .
قال اللّه عزّ وجلّ : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ»۱ .
قال البيضاوي :
أي بدّلوا شكر نعمته كفرا، بأن وضعوه مكانه، أو بدّلوا نفس النعمة كفرا؛ فإنّهم لمّا كفروها سُلبت منهم، فصاروا تاركين لها ، محصّلين للكفر بدلها .
ثمّ قال :
وعن عمر وعليّ : هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة، وبنو اُميّة . وأمّا بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأمّا بنو اُميّة فمتّعوا إلى حين. «وأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ» الذين شايعوهم في الكفر. «دَارَ الْبَوَار» : دار الهلاك، بحملهم على الكفر . انتهى . ۲
وروى عليّ بن إبراهيم بإسناده عن عثمان بن عيسى ، عن أبي عبداللّه ، قال : سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرا» ، قال : «نزلت في الأفجرين من قريش : من بني اُميّة، وبني المغيرة ؛ فأمّا بنو المغيرة، فقطع اللّه دابرهم ، وأمّا بنو اُميّة فمتّعوا إلى حين» . ۳
وقيل : يمكن الجمع بين هذا الخبر وخبر الكتاب بحمل هذا الخبر أنّها نزلت ابتداءً فيهما، ثمّ خرجت في غيرهما ممّن فعل مثل فعالهما . أو أنّهما العمدة في ذلك ، فلا ينافي دخول غيرهم أيضا فيها .
وبنو المغيرة هم أولاد المغيرة بن عبداللّه بن عمر بن مخزوم القرشي، وقد آذوا رسول

1.إبراهيم (۱۴) : ۲۸ و ۲۹ .

2.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۳۴۸ .

3.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۷۱ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۹ ، ص ۲۱۸ ، ح ۹۸ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 154530
صفحه از 624
پرینت  ارسال به